حقول مرتبطة:
الكلمات الرئيسية:
من هم الذين يمشون على وجوههم يوم القيامة ؟
لقد أشار القرآن الكريم إلى أن مِن الناس مَن يمشي على و جهه يوم القيامة ، و ذلك فيما يلي :
قال الله عَزَّ و جَلَّ : ﴿ وَمَن يَهْدِ اللّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاء مِن دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا ﴾ 1 .
و قال تعالى أيضا : ﴿ الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ 2 .
ما المقصود بالوجه ؟
أما المقصود من حشرهم على و جوههم فهو سحبهم إلى نار جهنم على وجوههم أو جباههم ، كما قال ذلك بعض المفسرين .
ويؤيد هذا القول رواية العياشي : عن بكر بن عمر ، رفعه إلى أحدهما 3 في قوله تعالى : { وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ... } أي على جباههم .
إلا أن هناك روايات أخرى تصرّح بأن هؤلاء سوف يمشون مشياً حقيقياً على وجوههم ، منها :
1. عن النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) أن رجلاً قال يا نبي الله كيف يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة ؟ قال : " إن الذي أمشاه على رجليه قادرٌ على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة " 4 .
2. عن الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) أنه قال : " يُحشر الناس يوم القيامة ثلاثة أصناف : صنفاً مشاة ، و صنفاً ركباناً ، و صنفاً على وجوههم " قيل يا رسول الله و كيف يمشون على وجوههم ؟ قال : " إن الذي أمشاهم على أقدامهم قادرٌ على أن يمشيهم على وجوههم ، أما إنهم يتقون بوجوههم كل حَدَبٍ و شوك " 5 .
من هم هؤلاء الذين يمشون على وجوههم ؟
قال الطبرسي في مجمع البيان : هم كفار مكة ، و إنهم قالوا لمحمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و أصحابه : هم شر خلق الله ، فقال الله سبحانه : ﴿ ... شَرٌّ مَّكَانًا ... ﴾ 6 أي منزلاً ﴿ ... وَأَضَلُّ سَبِيلًا ﴾ 6 من المؤمنين 7 .
أي أؤلئك هم شرٌ مكاناً و منزلاً و أضلُ سبيلاً لا المؤمنين برسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
و في تفسير البرهان عن كتاب الغيبة للنعماني ، بإسناده عن كعب الأحبار ، ... فقيل يا كعب من هؤلاء الذين يمشون على وجوههم ، و هذه الحال حالهم ؟ قال كعب : أولئك الذين كانوا على الضلال و الارتداد و النكث ، فبئس ما قدّمت لهم أنفسهم إذا لقوا الله بحرب خليفتهم و وصي نبيهم و عالمهم و سيدهم و فاضلهم ، حامل اللواء و ولي الحوض ، و المرتجى و المرجى دون هذا العالم ، و هو العلم الذي لا يجهل ، و الحجة التي من زال عنها عطب و في النار هوى ، ذلك علي و رب كعب ، أعلمهم علماً و أقدمهم سلما و أوفرهم حلماً ، عجباً ممن قدّم على علي ( عليه السَّلام ) غيره ، و من نسل علي ( عليه السَّلام ) القائم المهدي ( عليه السَّلام ) ، و من يشك في القائم المهدي الذي يبدّل الأرض غير الأرض 8 .
- 1. القران الكريم : سورة الإسراء ( 17 ) ، الآية : 97 ، الصفحة : 292 .
- 2. القران الكريم : سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية : 34 ، الصفحة : 363 .
- 3. أي الإمام محمد بن علي الباقر أو الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليهما السلام ) .
- 4. تفسير الصافي : 3 / 223 ، و تفسير نور الثقلين : 4 / 15 .
- 5. سنن الترمذي : حديث رقم : 3067 .
- 6. a. b. القران الكريم : سورة الفرقان ( 25 ) ، الآية : 34 ، الصفحة : 363 .
- 7. مجمع البيان : 2 / 433 .
- 8. تفسير البرهان : 4 / 166 .
تعليقتان
هل التاريخ الاسلامي دون قبل الحديث ام الحديث اقدم من التاريخ الا
أضافه رضا سعيد في
هل التاريخ الاسلامي دون قبل الحديث ام الحديث اقدم من التاريخ الاسلامي
الحديث جزء من التاريخ الإسلامي
أضافه العلاقات العامة... في
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. ربما يمكن القول إن رواية الأحاديث هو جزء من التاريخ الإسلامي وهما أمران لم ينفصلا ، فقد كان كتاب الوحي و منهم الإمام علي عليه السلام يكتبون الايات التي كانت تنزل على قلب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، و قد كتب علي عليه السلام القرآن كله بإملاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وخطه بيده الشريفة وقال صلوات الله عليه: "... فما نزلت على رسول الله (صلى الله عليه وآله) آية من القرآن إلا أقرأنيها وأملاها علي فكتبتها بخطي وعلمني تأويلها وتفسيرها وناسخها ومنسوخها ومحكمها ومتشابهها وخاصها وعامها" و هذه الأمور هي جزء من تاريخ الإسلام . و أما بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله حدثت محاولات لمنع رواية أحاديثه وسيرته بحجة "حسبنا كتاب الله" و هذا ما أدى إلى امتناع الكثيرين من رواية سيرة النبي صلى الله عليه وآله ، إلا أنه فيما بعد أي في العهد الأموي و بعد إلغاء قرار منع الراويات بدأ كتاب السير والتاريخ بالتأليف في هذا المجال . ولمزيد من المعلومات ندعوكم لمراجعة المواضيع المنشورة عبر الوصلات التالية :
الخليفة عمر يمنع رواية سنة الرسول
التاريخ الاسلامي
تدوين التاريخ: الآثار والنتائج
العبث بالتراث بين عمالة العلمنة و نفاق الاسلمة