فالانتظار يعني التحدِّي، فالإنسان الذي تلتهمه أمواج البحر وهو يرى أنّ قارب النجاة يقترب إليه بالتدريج، هذا يختلف عن الانسان الذي تبتلعه أمواج البحر عندما ينظر يميناً فلا يرى أملاً ينظر شمالاً فلا يرى أملاً، ينظر أمامه وخلفه لا يرى شيئاً، حينذاك يستسلم لأمواج البحر، أمّا الانسان الذي يرى أنّ قوارب النجاة تسعى إليه من الساحل، هذا الانسان يقاوم أمواج البحر. فالانتظار إعداد، فكلّما أعددنا أنفسنا، أعددنا القوّة،أعددنا لأنفسنا وعياً،ووطّنّا أنفسنا لظهور الإمام (عج) كلّما اتّحدنا كثر، نقرِّب ظهور الامام إذا تآلفنا، إن وضعنا أيدينا بيد بعض، وجعلنا قلوبنا مع بعض، إن وحّدنا كلمتنا نقرِّب ظهور الامام، وإن اختلفنا وتشتّتنا، وإن انتزعنا أيدينا من بعض نبعد ظهور الامام (عج)، فظهور الامام شيء من واقعنا السياسي وواقعنا الحركي والاجتماعي.