مقال قيم لسماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي ( حفظه الله ) يتناول فيه شيئاً من مواقف بطلة كربلاء العقيلة زينب بنت علي ( عليه السَّلام ) .
بسم الله الرحمن الرحيم
و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على محمد و آله الطيبين الطاهرين .
ليس غريباً إذا قلنا : إننا حينما نتمثل المرأة بشكل طبيعي . . فإنما نتمثل هذا الموجود الضعيف الطيب ، الذي يفيض رقة و حناناً . . و لربما لا يخطر لنا على بال أن نجد لها من المواقف و الأدوار إلا ما ينسجم مع تلك الرقة ، و يتلاءم مع ذلك الحنان . . و أما أن نتوقع منها المواقف الجريئة ، و الحازمة ، فربما ، و لكن لا إلى الحد الذي تجاري فيه الرجل مثلاً عموماً . .
هذا . . و أما المرأة في عالم اليوم . . بعد أن طغت عليها المادة و غرقت في حمأة الشهوات ، حتى أصبحت مثال المهانة و الابتذال ، بأجلى صوره و أدق معانيه . . ـ إذا أردنا أن نتمثلها ـ فإنما نتمثل ذلك الموجود الذي فقد كل شيء ، و لم يعد يملك ما يعتز به ، إلا عنصر الأنوثة الطاغي . .