تقيمك هو: 4. مجموع الأصوات: 76
نشر قبل 5 سنوات
القراءات: 9540

حقول مرتبطة: 

الكلمات الرئيسية: 

الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

مصطلح ولي الدم!

يشعر الكثيرون"بنقزة"ما عند سماع مصطلح "ولي الدم" فكيف به وقد بات اليوم موضة شائعة في إعلامنا الفريد!

فإضافة إلى ما تقشعر له الأبدان من‏‏ إستحضار عشائري إنتقامي خاصة في المجتمع اللبناني الفائق التحضر، فإنه يوحي بأن"أحداً ما بشخصه طُوِّب ليكون وكيلاً حصرياً فريداً مميَّزاً لا شريك له وبصلاحيات إستثنائية... في المطالبة "بحق الدّم"، متخطّين بذلك كل أفراد العائلة أو الورثة أو العشيرة أو أهل الوطن الواحد، بحيث أن"ولي الدم"أصبح هو المخاطَب والمخاطِب بصفة لا يُعلم مصدرها:‏‏‏

لا شرعاً ولا قانوناً ولا عُرفاً ولا مُواطنةً ولا سياسةً ولا وكالةً ولا تفويضاً... لا تُعلم صلاحيتها، ولو أثَّرت على مستقبل الوطن وكل المواطنين!

نحن في لبنان وفي هذا الوقت بالذات وعلى الطريقة اللبنانية في أن"الجميع يفهم في كل شيء"يكاد لا يمرّ يوم إلا ونُتْخم فيه على سماع نظريات في الحديث حول مصطلح "وليّ الدّم"، من دون كيف ولماذا، وليصبح سيفاً مسلطاً على رقابنا الهدف منه المصادرة والإسكات والإرهاب تماماً كما هي المحكمة الدولية أو ما يسمّى بالشرعة العالمية أو مجلس الأمن أو الأمم المتحدة وما شاكلها من عناوين وأسماء سمّاها الآخرون ليسيطروا بها على الشعوب الفقيرة المستنزفة.‏‏‏

هل مَن يُعرّف لنا حقيقة وبدقة علمية ومن دون شطح ما معنى"وليّ الدّم"ومن عيَّنه في هذا المنصب وإلى متى وما هي صلاحياته في المطالبة أو بالمحاسبة أو العفو وما هو دوره الفعلي ...؟‏‏‏

إن حمل عناوين "فوبيائية" لإفزاع المجتمع وترهيبه... هو زمن قد انتهى ولم تعد هذه التصرّفات تُجدي نفعاً، وما هي إلا شواذات تُرضي أصحابها ولا تغيّر من الواقع شيئاً.‏‏‏

كفى لعباً بعواطف الناس والهيمنة عليهم بعناوين لا يُقرّها شرع ولا قانون ولا سلطة ولا عدالة فيما هو نوع من التضليل والعشائرية التي تمرّ على بعض الناس لبعض الوقت...ثم ينتهي مفعولها لنتلهى بمصطلح جديد!

إن مصطلح "وليّ الدّم" مصطلح واضح المعالم إن كان في الشريعة أوالقانون، واضح من حيث شموله لأفراد معينين مع مطالبة معينة محدودة ضمن قواعد العدالة المنصوص عليها حيث إن الاحتياط في الأموال والدماء والأعراض هو فوق كل اعتبار ولا يجوز التعدّي على المقدسات بانتحال صفات تهويلية تضليلية.‏‏‏

فإما أن يكون أولياء الدم حقيقيون يتصدّون ليطالبوا بحقهم مجتمعين ضمن الضوابط المرعية والمُقرَّة... وإما إنتحال صفة من قِبَل أفراد مع مساندة إعلامية، فإنها لا تجدي نفعاً، بل هي ضرر كاملٌ وفتنة حاضرة تجتاح الجميع.‏‏‏

نحن في لبنان بلد"الصِّيغ الفريدة وشِرعات الإنسان"نناقش هذه الأمور تنكيدا لعيشنا1.‏‏‏
 

  • 1. الموقع الرسمي لسماحة السيد سامي خضرا(حفظه الله).

تعليق واحد