الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

كيف يلعن الشيعة مروان بن الحكم و قد صلى الحسنين خلفه ؟

نص الشبهة: 

يهاجم الشيعة مروان بن الحكم ويعلّقون به كلّ شنيعة، ثمّ يتناقضون فيروون في كتبهم أنّ الحسن والحسين (عليهما السلام) كانا يصلّيان خلفه. والعجيب أنّ معاوية بن مروان قد تزوّج برملة ابنة عليّ (عليه السلام)، وزينب بنت الحسن المثنّى كانت متزوّجة من حفيد مروان.

الجواب: 

إنّ الشيعة لعنوا مروان بن الحكم، تبعاً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي لعن مروان وأباه، حيث ينقل ابن عساكر أنّ عبدالله بن الزبير صعد إلى أعلى المنبر إلى جنب المسجد الحرام وقال: أقسم بربّ هذا البيت والبلد الحرام أنّ الحكم بن العاص وأولاده لُعِنوا على لسان رسول الله (صلى الله عليه وآله).
وعندما عقد معاوية ولاية العهد لابنه يزيد قال مروان: هذه سنّة أبي بكر وعمر، فقال له عبد الرحمن بن أبي بكر: هذه سنّة هرقل وقيصر فقال: أنزل الله فيك: ﴿ وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا ... 1، فبلغ عائشة كلام مروان قالت: كذب والله ما هو به، ولكن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لعن أبا مروان ومروان في صلبه، فمروان قصص من لعنة الله عزّ وجلّ 2.
ونقل الحاكم في مستدركه عن عبد الرحمن بن عوف قال: كان لا يُولد لأحد مولودٌ إلاّ أُتي به النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فدعا له، فأُدخل عليه مروان بن الحكم فقال: «هو الوزغ ابن الوزغ الملعون بن الملعون» 3.
وخرج مروان إلى الطائف طفلاً لا يعقل لمّا نفى النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) أباه الحَكَم وكان مع أبيه في الطائف حتّى استخلف عثمان فردّهما واستكتب عثمان مروان وضمّه إليه، ونظر إليه عليّ يوماً فقال: «ويلك وويل أُمّة محمّد منك ومن بنيك» 4.
إذاً، فالشيعة يقتدون برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنقلوا رواياته وعملوا بها فوالوا مَن والاه وعادوا مَن عاداه، ولكنّكم أنتم الذين تدافعون عن الأمويّين الذين كانوا أعداءً للنبيّ ولأهل بيته، فأيّ منّا أهل السنّة وأيّ منّا أهل البدعة؟!
وأمّا صلاة الحسنين خلف مروان فإنّ مجرّد وجود الرواية لا يدلّ على صحّة وقوع الفعل، فكم من رواية ثبت عدم صحّتها ومنافاتها للواقع، هذا من جهة ومن جهة ثانية نرى تضارباً في الروايات فمن ذلك ما يرويه ابن سعد في الطبقات في ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) نقلاً عن الإمام الباقر (عليه السلام) أنّ الإماميين كانا يصلّيان خلف مروان، وانّ الإمام الحسين (عليه السلام) كان يسبه وهو على المنبر حتّى ينزل 5.
فكيف ياترى يمكن أن يجتمع الائتمام بشخص وسبه والاعتداء عليه في آن واحد؟!
إذاً مجرّد وجود رواية واحدة لم تثبت صحتها لا يدل على المطلوب، وعلى فرض صحتها، فهل مجرّد الاقتداء يدل على صلاح المقتدى به. أليس من المحتمل أن يكون العمل صادراً عن تقية، ومجرّد وجود الاحتمال يكفي في إبطال الاستدلال بها وعدم الاستناد إليها. خاصة إذا أخذنا الواقع التاريخي بنظر الاعتبار حيث كان مروان من أشدّ المعاندين لأهل البيت (عليهم السلام) عامّة ولأمير المؤمنين خاصة، ويشهد على ذلك مواقفه في الجمل وصفين.
أمّا بالنسبة إلى الزواج فقد تكرر هذا الادّعاء وأجبنا عنه 6 7.

  • 1. القران الكريم: سورة الأحقاف (46)، الآية: 17، الصفحة: 504.
  • 2. مستدرك الحاكم: 4 / 481;تفسير القرطبي: 18 / 197 ومصادر أُخرى.
  • 3. مستدرك الحاكم: 4 / 479.
  • 4. أُسد الغابة: 4 / 348.
  • 5. لاحظ: ترجمة الإمام الحسين (عليه السلام) من طبقات ابن سعد: 28.
  • 6. راجع السؤال رقم 1 و 6.
  • 7. هذه الإجابة نُشرت على الموقع الالكتروني الرسمي لسماحة آية الله العظمى الشيخ جعفر السبحاني دامت بركاته، السؤال 147.