الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

راي الصدوق حول سهو النبي

نص الشبهة: 

نرجو منكم بيان رأي الشيخ الصدوق (رحمه الله) حول سهو النبي (صلى الله عليه وآله).

الجواب: 

هناك من يحاول أن ينسب إلى الشيخ الصدوق (رحمه الله): أنه يقول بجواز السهو على النبي (صلى الله عليه وآله)، وأنه يسهو كما يسهو غيره من البشر.. والحقيقة هي أنه (رحمه الله) لم يقل بجواز السهو على النبي، بل قال: إنه يجوز الإسهاء للنبي.

والفرق بين الكلامين واضح، فإن الإسهاء هو فرض السهو على الطرف الآخر، فهو فعل إلهي يوقعه على من يشاء من عباده، من موقع قدرته تعالى، ومالكيته لكل شيء. أي أنه يوقعه قهراً وجبراً حتى على من لو خلي وطبعه لم يحصل منه ذلك، بل يبقى ملتفتاً للأمور، وراصداً وحافظاً لنفسه منها. أما السهو، فهو مقتضى طبيعة البشر، حيث تعرض لهم أمور كهذه لأكثر من سبب..
وقد قلنا في كتابنا «الصحيح من سيرة النبي الأعظم» (صلى الله عليه وآله): إن الصدوق (رحمه الله) قد يكون ناظراً إلى أن الله سبحانه قد يفعل ذلك بأنبيائه لكي لا يغلو الناس فيهم، فيعتقدون ألوهيتهم.. ويعبدونهم..
وقد رد العلماء عليه هذا القول، ولم يقبلوه منه، فمن أراد المزيد فليرجع إلى كتب علم الكلام 1.

  • 1. مختصر مفيد.. (أسئلة و أجوبة في الدين والعقيدة)، للسيد جعفر مرتضى العاملي، «المجموعة الأولى» المركز الإسلامي للدراسات، الطبعة الأولى، 1423 ـ 2002 ، ص 31 ـ 32 ، السؤال الرابع.