الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها

في تنزيه موسى عن الضلال

نص الشبهة: 

فإن قيل: فما معنى قول فرعون لموسى (ع): ﴿ وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ إلى قوله (ع) ﴿ ... فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ وكيف نسب (ع) الضلال إلى نفسه، ولم يكن عندكم في وقت من الأوقات ضالا؟

الجواب: 

قلنا: أما قوله ﴿ ... وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ 1 فإنما أراد به من الكافرين لنعمتي، فإن فرعون كان المربي لموسى (ع) إلى أن كبر وبلغ، ألا ترى إلى قوله تعالى حكاية عنه: ﴿ ... أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ 2.
وأما قول موسى (ع): ﴿ ... فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ 3، فإنما أراد به الذاهبين عن أن الوكزة تأتي على النفس، أو أن المدافعة تفضي إلى القتل. وقد يسمى الذاهب عن الشئ أنه ضال ويجوز أيضا أن يريد أنني ضللت عن فعل المندوب إليه من الكف عن القتل في تلك الحال والفوز بمنزلة الثواب 4.