ولد في 1-3-1953 م في قرية مقنة قضاء بعلبك محافظة البقاع لبنان .
أكمل دراسته العلمية في حوزة النجف و لبنان و إيران و تتلمذ عند مجموعة من العلماء، منهم آية الله السيد حسين الشاهرودي و آية الله السيد أحمد المددي و آية الله العظمى السيد كاظم الحائري حفظه الله و المرحوم سماحة آية الله العظمى السيّد محمود الشاهروديّ (قدس سره) .
كان مدير المعهد الشرعي الإسلامي للعلوم الدينية من سنة 1984 م إلى سنة 1988 م في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ولا شكّ أنّ احتلال الثورة الحسينية لهذه الموقعية المميزة لم يكن وليد الصدفة، أو وليد التفاعل مع هذا الحدث بنحوٍ مجرد عن التوجيه والتنظيم، بل كان كلّ ذلك نتيجة جهود مكثّفة قادها الأئمة (عليهم السلام) أولاً، ثمّ من بعدهم العلماء الأبرار الذين قادوا مسيرة أتباع أهل البيت عبر العصور.
قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿ لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ... ﴾1.
وما يدلّ على مظلومية الإمام الحسن (عليه السلام) هو إغراء معاوية لجعدة بنت الأشعث بدسّ السم للإمام (عليه السلام) لقتله ولتزويجها من ولده يزيد وإعطاؤها مبلغ ضخم من المال ...
عاش مع جدّه رسول الله سبع سنين كان يشمله فيها بالرعاية والعناية والإهتمام، ولم يلبث أن فقد أمّه الزهراء (عليه السلام) بعد جدّه بشهور قليلة لم تتجاوز السنة على أكثر الروايات، وقد كان لهذين الحدثين أثرٌ كبيرٌ في حياة الإمام (عليه السلام) ...
وهناك نادى هو وأصحابه صيحة واحدة: (يا ربِّ إنَّا قد خذلنا ابن بنت نبينا، فاغفر لنا ما مضى منّا، وتب علينا إنّك أنت التواب الرحيم، وارحم حسيناً وأصحابه الشهداء الصدِّيقين، وإنَّا نُشهدك يا رب أنَّا على مثل ما قُتلُوا عليه، فإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)
إنّ هذا الوفاء الذي لم تعهده الثورارث، هو نتيجة عوامل إيمانية قوية وراسخة كانت تحملها قلوب أولئك المجاهدين الصابرين المحتسبين، الذين خلدوا مع الحسين (عليه السلام)، فيُذْكَرون حيث يُذْكر، ويُدعَى لهم حيث يُدعى له.
فالموقف الأول للإمام السجاد (عليه السلام) كان في الكوفة، عندما تجمّعت الناس لرؤية السبايا من نساء أهل البيت (عليهم السلام)، حيث خطب بالناس قائلاً: (أيّها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، أنا من انتهكت حرمته، وسلبت نعمته وانتهب ماله، وسبي عياله، أنا ابن المذبوح بشط الفرات... أنا ابن من قتل صبراً وكفى بذلك فخراً....).
وهكذا وصل علي بن الحسين (عليه السلام) إلى أرض الكرب والبلاء، أرض الإمتحان الإلهي للمؤمنين الصادقين، وخاصة منهم الشباب الذين ينظرون الدم المتساقط من أجساد الشهداء مع الحسين (عليه السلام)...
فإنّ موقف شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ينبغي أن يكون حالهم ليلة الحادي عشر على مثل حال أهل البيت (عليهم السلام) فيها من التأسّي والاقتداء والمواساة بذلك المصاب ما يثلج قلب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والزهراء (عليها السلام) المفجوعة بقتل الحسين (عليه السلام) ومصائب ابنتها زينب (عليها السلام).
وبذلك أدرك زهير "رض" أنّ الحق مع الحسين (عليه السلام) فلا يَعدُوه، ولا يمكن للإمام (عليه السلام)، إلّا أن يكون مع الحق كما كان أبوه (عليه السلام) كذلك، كيف لا؟ وهو ربيب النبوة وسبط النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم).
فالمراد من البكاء إذن هو الوارد في الحديث: (البكاء من خشية الله مفتاح رحمة الله) أو (البكاء من خشية الله ينير القلب، ويعصم من معاودة الذنب) أو (من خرج من عينه مثل الذباب من الدمع من خشية الله، آمنه الله به يوم الفزع الأكبر).
انّ صلح الحديبية كان محطّة مهمّة جداً ومفصلاً أساسياً في مسيرة المجتمع الإسلامي الذي قاده النبي (صلى الله عليه وآله) وكان المقدّمة الأخيرة التي أدّت إلى فتح مكة بعده بقليلٍ ليبدأ الإسلام مسيرته المظفّرة التي لا زالت مستمرّة إلى يومنا هذا...
وهكذا مضت حياة ذلك الإمام (عليه السلام) ما بين السجن والمراقبة وبث الجواسيس من حوله تحبس عليه الأنفاس وتحصي عليه التحركات، ومع كل ذلك فقد استطاع أن يحمل الرسالة التي حملها أباؤه الطاهرون من قبله وسلمها لولده من بعده الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام)، ورحل عن هذه الدنيا مسموماً في سجن الرشيد...
لا يقتصر مفهوم إحياء الأمر على إقامة المراسم، ومجالس الفرح والحزن، أو بعض الأنشطة العامة، فلا بدّ لتحقّقه من الإعتقاد والإلتزام بمجموعة من المبادىء، تبدأ بمعرفة أهل البيت (عليهم السلام) والعقيدة الصحيحة بهم (عليهم السلام)، والإيمان الواعي بنهجهم ومبادئهم.
من هنا اعتبر الله سبحانه أنّ البداية لتوحيد المجتمع الإنساني كلّه ليكون إلهياً يبدأ من توحيد أهل الأديان السماوية الذين يوجد بينهم القاسم الأساس الذي يعتقدون به جميعاً.
اليوم المشار إليه في الآية الكريمة هو الثامن عشر من ذي الحجة الحرام من السنة العاشرة للهجرة بعد رجوع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من الحج مبلغاً لأمته بمبدأ الإمامة والولاية تنفيذاً للأمر الإلهي.
تحتوي فريضة الحج على مجموعة من الدلالات ارتقت بها إلى المصاف الذي صارت فيه أحد أهم الأعمدة لبناء الصرح الإسلامي العظيم كما هو الحديث المعروف: بني الإسلام على خمس، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، والولاية.
من الواضح جداً أن للموسيقى تاريخاً عريقاً يمتد إلى الأزمنة البعيدة من عمر الإنسانية على هذه الأرض، فلا تخلو أمة من أثر للموسيقى في تراثها –قلّ أو كثُر- وهي جزء من حضارة أكثر الشعوب قديماً وحديثاً.