ولد في 1-3-1953 م في قرية مقنة قضاء بعلبك محافظة البقاع لبنان .
أكمل دراسته العلمية في حوزة النجف و لبنان و إيران و تتلمذ عند مجموعة من العلماء، منهم آية الله السيد حسين الشاهرودي و آية الله السيد أحمد المددي و آية الله العظمى السيد كاظم الحائري حفظه الله و المرحوم سماحة آية الله العظمى السيّد محمود الشاهروديّ (قدس سره) .
كان مدير المعهد الشرعي الإسلامي للعلوم الدينية من سنة 1984 م إلى سنة 1988 م في الضاحية الجنوبية لبيروت.
من المعلوم عند المسلمين قاطبة أن شهر رمضان المبارك هو "شهر الله" الذي دعانا فيه إلى ضيافته لكي نصوم ونصلي وندعو ونسبّح ونحلّق في الأجواء الإيمانية والروحية والأخلاقية ليكتسب المسلم من خلال هذا العيش الروحي في رحاب شهر رمضان القوة والإرادة على المستوى النفسي والسلوكي ليكون المسلم مثالاً يحتذى بفعله وقوله وتصرفاته.
قلنا في المقالة السابقة أنّ منصب ولي الأمر وفق صيغة الإسلام للحكم لا تقبل التعدد ولاستلزامه مفاسد عديدة، إلا أنّ هذا لا يعني أن يكون الولي ذا صفة استبدادية في الحكم، لأنّ الإسلام يشترط لمنصب الولي شروطاً متعدّدة تخرجه عن تلك الحالة السلبية للقيادة التي قد يتصوّرها البعض أو يتوهّمها، والشروط المعتبرة هي:
ممّا لا شكّ فيه أنّ الإكتساب من خلال العمل بمعناه العام هو وظيفةٌ يمارسها المعظم من الناس كونه الوسيلة المنحصرة تقريباً للحصول على البدل المادي الذي يستعين به الإنسان على تأمين احتياجاته الحياتية المتنوعة من المأكل والمشرب والملبس والمسكن وسائر النفقات الأخرى الضرورية منها وغير الضرورية.
قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾1. تشير هذه الآية المباركة إلى مبعث الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى قومه من بني العرب، ومن بعدهم إلى العالمين أجمع وفقاً لقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾2.
لكي تسير سفينة الزواج إلى شاطىء الأمان لا بدّ من وجود قائدٍ لهذه السفينة يتمتّع بمكانةٍ خاصة ويحصل على حقوقه كاملة، ولعلّ أول حقّ منحه الله تعالى للزوج هو حقّ القيمومة فيقول تعالى:﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ... ﴾1 ، فحق القوامة للرجل مُستمدّةٌ من تميّزه وتفوّقه التكويني على المرأة بما يرشحه لتحمّل تكاليف الحياة والمعيشة ومشاقها أكثر من أيّ كائنٍ آخر.
ممّا لا شكّ فيه أنّ الإمام الخميني (قده) قد نهض بالإسلام نهضةً قوية جداً، وأثبت من خلالها قدرة هذا الدين العظيم على اختراق العصور والنفاذ إليها ليأخذ مكانه الريادي في حياة الأمّة بشكلٍ عام وفي حياتها السياسية المرتبطة بإدارة شؤونها بشكلٍ خاص.
هل يمكن لمنصب الولي الفقيه أن يكون متعدّداً في الصيغة الإسلامية للحكم أم لا؟
أولاً- قوله تعالى: ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ... ﴾1 حيث تدلّ الآية بوضوح على أنّ تعدّد المدبّر هو باب للإفساد، لأنّ لكلّ مدبّر طريقته وإدارته التي تختلف عن طريقة الآخر وإدارته، وهذا يعني بالأولوية عدم جواز تعدّد الولي في زمن الغيبة.
بالرجوع إلى أهم مصادر اللغة العربية يتبيّن أنّ معنى الولاية هو "السلطنة" على الشيء والقدرة على التصرّف فيه، وهذا يعني أنّ الولي على الشيء له الحق في أن يتعامل معه بالطريقة التي تحقّق الغرض الذي من أجله جُعِلَت له الولاية. إلا أنّ هذه الولاية وفق المنهج الإسلامي مشروطة برعاية جوانب القصور والعجز عند المولَّى عليهم، سواء أكان المولَّى عليه فرداً أو أمة، وهذا ما يمكن أن نستفيده من الموارد العديدة التي ثبتت فيها الولاية في الفقه الإسلامي.
قلنا في المقالة السابقة إنّ الولاية للفقيه نشأت عن خلوِّ الساحة من القيادة الأصلية المتمثلة بالإمام المعصوم (عليه السلام) الذي غاب عن الأنظار بسبب الظلم والجور الذي مارسته الهيئات الحاكمة من جهة، وبسبب عدم تجاوب جماهير الأمة مع قيادة الحق لإرجاع الأمور إلى نصابها عبر إصلاح المسيرة.
ومعنى هذا الكلام أنّ الولاية للفقيه ليست مسألة منقطعة عن جذورها الإعتقادية، بل هي متفرّعة عن ولاية المعصوم (عليه السلام) ونائبة عنها في إدارة أمور الأمة في زمن الغيبة الكبرى.
سنذكر في هذه المقالة النصوص التي تركها لنا الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تتضمّن الأسباب للنهضة التي قادها ضدّ الحكم الأموي، وهي نصوص صالحة لكلّ زمانٍ ومكان كونها الترجمة العملية لمفاهيم الإسلام حول الحاكم ودوره وطريقته في الحكم على مستوى قضايا الأمة الإسلامية دينياً ودنيوياً.
أخذ معاوية قبل موته البيعة من أكثرية المسلمين لولده يزيد ليكون الخليفة بعده على الأمة، تلك البيعة التي كانت بالترغيب تارة والترهيب أخرى، وذلك لكي يضمن انتقالاً هادئاً للسلطة، ولم يبقَ ممّن لم يبايع الا عدد قليل جداً من أهل الحل والعقد، وكان من أهمهم وعلى رأسهم الإمام الحسين (عليه السلام) الذي لم يبادر معاوية لأخذ بيعته لعلمه بأنّه لن يقبل أن يتنازل عمّا هو حق له بمقتضى اتفاق الصلح المعقود سابقاً.
فُرِضَ قبول الصلح على الإمام الحسن (عليه السلام) بعد تفرّق الناس عنه واختلاف أهل العراق وغدر أهل الكوفة، إلّا أنّه أراد من خلاله حفظ الإسلام ومصالحه العليا، وذلك لأنّ الحرب لو وقعت وانتصر معاوية كما كان هو المتوقّع، فلم يكن من المستبعد أن يلجأ هذا الحاقد على الإسلام والمسلمين أن يلغي هذا الدين من الوجود، أو أن يتلاعب بقوانينه وأحكامه بطريقةٍ تجعله مجرّد طقوس وأشكال جامدة لا تقدّم ولا تؤخّر في عملية البناء الإنساني بمعناه الإلهي الإيماني، ومن هنا كان الصلح هو السبيل الوحيد لكي يبقى الأوفياء لهذا الدين على بصيرةٍ من الأمر...
كان السؤال في نهاية المقالة السابقة (هل حصلت الحرب بين الحسن ومعاوية؟ ومن انتصر فيها؟ وما هي النتيجة التي ترتّبت على الصراع بعد أن صارت الحرب أمراً لا مفر منه لكلا الطرفين؟
مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف يكثر الحديث عن الوحدة الإسلامية وأهميّتها وضرورتها للمسلمين في هذا الظرف العصيب الذي تمرّ فيه الأمّة، ويتبارى الكثيرون في الدعوة إلى إقامة الإحتفالات الخطابية والمنبرية للتعبير عن هذا الأمر المهم الذي يتّفق الجميع عن المزايا الإيجابية المترتّبة عليه. إلاّ أنّه ممّا يؤسف له حقاً، أنّ هذه الدعوة تكاد تصل إلى حالةٍ من الحالات الطقسية التي يقتصر النشاط فيها على كونها مجرّد ذكرى نحتفل باسمها ونجتمع عليها من هذا المنظار...
الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) هو الإمام الحادي عشر من سلسلة الأئمة الأطهار (عليه السلام)، أطل على الدنيا سنة 231، عاش القسم الأكبر من حياته في ظل أبيه الإمام الهادي (عليه السلام) إلى أن استقل بالإمامة بعده وذلك سنة 254، واستمر بها إلى حين وفاته سهنة 260 هـ.
الإمام الحسن بن علي (عليه السلام) هو الإمام الثاني من أئمة أهل بيت العصمة والطهارة، والولد الأكبر والنتاج الأوّل للإقتران المبارك الذي جمع أمير المؤمنين وفاطمة الزهراء (عليهما السلام)، اللذين لم يكن لأحدهما كفو من الجنس الآخر بمقتضى الحديث القدسي الذي جاء به جبرائيل عن الله عزّ وجلّ إلى نبيه المختار وحبيبه المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم): (يا محمّد، لو لم أخلق عليّا لما كان لفاطمة إبنتك كفو على وجه الأرض آدم فمن دونه).
مما لا شك فيه أن مناسبة وفاة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم تثير في النفس المؤمنة الكثير من العوامل الكامنة وتحرك العواطف والمشاعر الجياشة تجاه الشخصية الإنسانية الراقية لرسول الرحمة الذي خاطبه الله عز وجل بقوله: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾1
تميّزت ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) في تاريخنا الإسلامي الطويل أنّها وضعت الحدود والضوابط بين الحق والباطل حتّى لا تختلط الأمور ويشتبه الفهم أو يحصل الإلتباس والإرتباك عند الناس، وتلك الضوابط هي الترجمة العملية الصحيحة لآيات كتاب الله ونصوص النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حول الحكم والحاكم وكيف ينبغي أن يكونا في الإسلام.
ممّا لا شكّ فيه أنّ كلّ من يسمع بقصة عاشوراء لا بدّ أن يتفاعل معها وجدانياً وإنسانياً، خاصة من خلال الصور المأساوية التي تضمّنتها من قطع الرؤوس ورفعها على أسنّة الرماح، إلى الأطراف المقطّعة وأشلاء الأجساد المبعثرة على أرض الصحراء القاحلة اللاهبة، ووصولاً إلى منظر النساء – نساء أهل بيت العصمة والطهارة – وهنّ يهربن من خيمةٍ إلى أخرى من جلاوزة الجيش الأموي الذين كانوا يريدون هتك حجابهن وانتزاع حليّهن