مركز الإشعاع الإسلامي

من الواضح جدًا لأي ناقد من منظور إسلامي وشرعي أن كل الأعراس التي تنتشر اليوم في ساحتنا الإسلامية ليست متطابقة مع أغلب الشروط الشرعية والمواصفات المطابقة للأحكام الفقهية، سواء من ناحية الشكل، أو من حيث المضمون...

ما هي حدود الحجاب الشرعي الذي يجب على المرأة المؤمنة الالتزام به؟ من هو الرجل الأجنبي الذي يلزم المرأة التستر عنه؟ ما هو المقدار الذي يجوز للمرأة كشفه أمام إمرأه أخرى؟

جاءت النظرة الإلهية لتنسف روح الاستعلاء، والسيطرة العنصرية للرجل على المرأة، هذه السيطرة التي ظلت سائدة في مجال التعامل الاجتماعي مع المرأة طيلة قرون عديدة، وهي للأسف مازالت سائدة حتى في المجتمعات الغربية التي تدّعي تحرير المرأة، وإعطائها حقوقها.

ولا شك أن عدم فهم العالم الغربي لمسألة الحجاب في الإسلام وقيمته هي السبب في حصول ما يحصل، ولذا كان لا بد من توضيح هذه المسألة بالطرق الممكنة لتكون الصورة واضحة لدى الإنسان الغربي حتى لا يكون لديه ذلك الوقف العدائي من حجاب المرأة المسلمة.

لا تحتاج المرأة إلى إسلام يردعها وينهاها عن تسليع نفسها، والعرض المجاني الممجوج لمفاتنها تحت مختلف المبررات والعناوين، ولا يلزمها سن تشريعات الحجاب والستر - إلا لإيضاح الحدود فقط – كما لا تلزمها تعاليم السيد المسيح، ولا تعاليم بقية الأديان والرسالات السماوية، بل أن كل ما يلزمها هو الرجوع إلى فطرتها، لتكتشف أنها لم تخلق لتعامل نفسها بهذا النحو، أو لتقبل ما يرسمه الزمان لها من صور تبقيها في دائرة الغرائز والمفاتن والجنس.

ليس عفاف المرأة وحدها ، ولا عفاف الرجل وحده ، بل عفاف المجتمع كله من ألفه إلى يائه ، ولذلك فالعفاف في رأي الإسلام والذي يأمر به ويسعى لتكوينه وتنميته ويحرص على الحفاظ عليه حق اجتماعي عام لا يختص بالفرد ولا ينتهي مع حدوده وليس من حقوقه لتكون له الخيرة في إسقاطه والتسامح فيه إذا شاء ، والحجاب يتبع العفة في كل ذلك .