ما يُغطي أجسامنا، ويواري سوءاتنا، ويحفظ لنا وقارنا، ويحمينا من الشر المتربص بنا هو اللباس الذي شرعه الله «سبحانه وتعالى» لنا، وقد قال في محكم كتابه:﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴾1.
عادة ما تتغيّر المعادلات الاجتماعية والداخلية إذا ما تعرّضت لأحداث اجتماعية أو سياسية أو غيرها، فتترتب تحالفات جديدة، وتنفك تحالفات قائمة، وتتغيّر أشكال القوى، ويكون الإنسان أمام صورة لم تكن قائمة بهذا الشكل أو ذاك قبل ذلك الحدث أو ذلك المؤثر.
في الوطن العربي كله، وفي أغلب العالم الإسلامي كل الممارسات التي يقوم بها الموظفون والرؤساء والمسئولون والوزراء والبرلمانيون وغيرهم سواء علت مراتبهم أو تدنت، هي تصرفات شخصية، لا علاقة للمدير بها، ولا معرفة للرئيس بتفاصيلها، ولا يدري الوزير بحصولها، ولم يسمع البرلماني بحدوثها.
فالمرأة التي تحضر العزاء عليها استحضار القيم والمبادئ التي من أجلها بذل صاحب المناسبة حياته رخيصة، ومن أجلها ضحى بكل غالٍ ونفيس، ومن تلك القضايا المهمة تمسك المرأة بدينها وحجابها وعفتها.
أصبحت المرأة حاضرة في كل شيء، فقد تغيرت الحياة وتبدل فهم الناس لحركة المرأة، فأصبحت المرأة إلى جانب الرجل في الكثير من الشئون الحياتية والقضايا الاجتماعية، فهي معه في العمل ومعه في السوق، ومعه في الدراسة، وهو أمر حسن في حدود الأحكام الشرعية والضوابط الدينية.
إحياء عاشوراء وأيام المحرم حُشر في مواقع الانترنت وديوانيات الحوار بين رؤيتين، رؤية ملت القديم بجموده وأسلوبه وتحجره، وقد قدم المنبر خدمة عظيمة للدين والقيم والإنسانية بأسلوبه القديم، لكنه الآن في بقائه واستمراره بالوهج والعنفوان نفسيهما بحاجة إلى نمط آخر لا يغفل جوهر المناسبة، لكنه ينطلق منها ليروي عطش المستمعين لمعين صاحب المناسبة الذي لا ينضب.
لتكن القصائد كما أرادها منا الإمام الرضا فقد حكي قوله لدعبل الخزاعي، «يا دعبل ارثِ الحسين فأنت ناصرنا»، حيث كانت توجيهات الرضا كلها مصوبة باتجاه مصاب كربلاء وما حلّ بالحسين وأهل بيته.
ليس لديّ شك أن كل الخطباء يعلمون ما تحدثت عنه، وبعضهم لديه قصائد (من تأليفه) غاية في الروعة، فالمشكلة ليست في عدم المعرفة والعلم بهذه القصائد الراقية من الخطباء، كما أن المشكلة ليست في عدم الرغبة في التجديد، فالتجديد غاية يسعى لها الخطيب، وقدرة لا ينأى بنفسه عن ممارستها والانتساب لها.
الفرق كبير وشاسع بين قراءة التاريخ وأخذه من الشياع العام والمتعارف، وبين قراءة التاريخ ووعيه من معاصر عاش وساهم واشترك في أحداثه وصنع جزءًا منها، مهما اختلفنا في مقدار صناعته ومشاركته في تلك الأحداث.
كما هي أيام الحج وأيام شهر رمضان المبارك ترتبط بالهداية والتوجه نحو الخير؛ فإنَّ أيام شهر محرم بما لها من أجواء ومعان تقوم بالدور ذاته وفي الاتجاه نفسه.
عاد قسم من الحُجاج إلى بلادهم وأهلهم سالمين غانمين، وما زال آخرون في انتظار لحظة اللقاء والعودة لبلادهم وأحبّتهم، بعد أن ملأوا قلوبهم ذكراً وشوقاً وحُباً لله «سبحانه وتعالى»، وعززوا قُربهم منه، ومن تعاليمه التي جاء بها قرآنه الكريم وسنة نبيه (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم).
الاحتكاك العملي بالأبناء يجعل الأب على قدر كبير من الإطلاع على احتياجاتهم، سواء المادية أو المعنوية أو حتى حاجتهم لبعض التوجيهات الحياتية التي لا يستغنون عنا.
هكذا مرَّت الأيام عليهم قاسية، فمن امتحان إلى آخر، ومن ابتلاء إلى ابتلاء جديد، عائلة كاملة من المعيل إلى الأم ومروراً بالولد الذي كان شريكاً لعائلته في البلاء مذ كان صغيراً لا يقدر على المشي، لكنها عائلة أصرَّت على النجاح فنجحت بالتسليم لأمر الله والثقة به، والانقياد له وطاعته، وهي العناصر التي جعلت تلك العائلة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعبادة كبيرة وعظمة عند الله «سبحانه وتعالى».
إذا استمر قطار التشريع لحقوق المرأة في حركته وزاد سرعته قليلاً، فإن القضايا الصغيرة التي يتعاطى معها العالم من حولنا بيُسر وسلاسة لن تتحوّل إلى مانشيتات يثيرها الإعلام الداخلي، وتستفيد من تجييرها الأبواق الخارجية التي تترصد ببلادنا السوء.
فالدكتاتور قد يكون رباً للمنزل - زوجاً وأباً - لكنه متسلطٌ لا يتنفس أحدٌ بحضوره، ولا يقبل أن يناقش من قبل أحد، ولو حصل شيء من النقاش والحديث معه فإن يده هي الحسم والفيصل لوضع النهاية لأي رأي أو نقاش.
شبابنا لا ينتظرون ماذا نقول لهم فحسب، ولا يسمعون لما يقوله الآخرون لهم، ولو كان الاعتماد في هذا الزمن على القول لما بقي أحد على وجه المعمورة إلا وكان الإسلام وجهته.
لقد قبلك الله ضيفا عنده من بين ملايين البشر، وقبل أن يقبلك أعطاك صحة تتمكن بها من أداء المناسك الواجبة عليك، ومدك بالمال اللازم كي تبدأ مشوار الحج إليه، وأجزل لك عطاياه إذ رفع عنك كل العوائق المانعة من الوصول إلى هدفك وأداء واجبك، فلماذا الحزن؟ ولماذا الخوف؟ ولماذا القلق؟ يا ضيف الله افرح ولا تحزن.
الحاج بهيج صديق حميم لأحد الشيوخ الفضلاء في قريته، قصده زائراً ذات ليلة، طرق الباب فخرج الشيخ مستبشرا بمجيئه، ألقى تحية الإسلام وأراد الدخول على العادة، فأخبره الشيخ بأنه مع زوجين مختلفين، يكاد خلافهما أن يوصلهما إلى الطلاق، حاول بهيج الرجوع، فأصر الشيخ عليه وجره إلى داخل الدار.