قال تبارك وتعالى : ﴿ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ... ﴾1 ، فإن من لم تتكون نطفته من معاشرة مباحة لا يتحمل وزر أبويه الذين قاما بهذه المعاملة ، كما أنه تبارك وتعالى قال : ﴿ ... وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ ﴾2 ، وإنما هناك حكم شرعي وهو أن من لم يكن طاهر المولد وإن كان تقياً ، عادلاً ، من أهل الجنة ، إلا أنه لا يصح الإئتمام به رعاية لمنصب إمامة الجماعة ؛ حيث إنه منصب مهم شرعاً ، ولذلك فمن لم يكن طاهر المولد لا يتقلد منصب القضاء ، أو منصب الفتيا بين المسلمين لخطورة هذه المناصب وأهميتها ، فالمناط في عدم تقلد من ليس طاهر المولد هذه المناصب ليس هو احتقاره أو كونه منبوذاً بل هو شخص قد يكون من أتقى الأتقياء ، ومن أفضل الناس ، ولكن الشارع تعظيماً لهذه المناصب وتكريما لها اشترط أن لا يكون المتقلد من ليس طاهر المولد .
البصيرة هي البينة التي يهتدي الانسان بسببها و هي آلة التمييز بين الحق و الباطل و جمعها "بصائر" قال الله عزوجل: ﴿ هَٰذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾1 .
و البصيرة نور في قلب الانسان المؤمن و رؤية ثاقبة و نافذة تصل الى بواطن الأمور و حقائقها و لا تتوقف عند الظواهر التي قد لا تعكس الحقائق و البواطن، بل قد تكون الظواهر مخالفة تماماً للبواطن و الحقائق، فكم من الناس من له المقدرة على رؤية الأشياء بشكلها الظاهري و ألوانها الظاهرية لكنهم لا يهتدون الى حقيقتها الباطنية كما لا يتمكنون من تشخيص خواص هذه الأشياء و تأثيراتها الإيجابية أو السلبية أبداً لأنهم يفتقدون الآليات التي تمكنهم من ذلك.
يحتوي السؤال على نقاط : 1 ـ إنّ القرآن الكريم ، ليس من صُنْع الرسول صلى الله عليه وآله لأنّه كان اُمّياً لم يدرس ولم يتعلّم عند أحد ، فالعقل يمنع أن يكون القرآن منه . 2 ـ احتمال أن يكون القرآن من صُنْع الجنّ الصالحين أو الملائكة . 3 ـ لم يدلّ العقل على أنّ القرآن منزل من اللَّه تعالى .
العلاقات الاسرية لها دورٌ كبير في توثيق بناء الاسرة وتقوية التماسك بين أعضائها ولها تأثيراتها على نمو الطفل وتربيته ، وايصاله إلى مرحلة التكامل والاستقلال .
والاَجواء الفكرية والنفسية والعاطفية التي تخلقها الاسرة للطفل تمنحه القدرة على التكيّف الجدّي مع نفسه ومع اسرته ومع المجتمع ، ومن هذا المنطلق فان الاسرة بحاجة إلى منهج تربوي ينظم مسيرتها ، فيوزع الادوار والواجبات ويحدّد الاختصاصات للمحافظة على تماسكها المؤثر في انطلاقة الطفل التربوية .
إن الفرار من بطش السلطات الجائرة والهجرة إلى الله وسيلة من أهم وسائل مقارعة الطغاة ووضع أغلالهم ، ووسيلة ضرورية لإيجاد السعة في العمل والسعي لبسط العدل والقسط أو حفظ النفس أو الرسالة . وهذه الوسيلة مارسها الأنبياء والأئمة لتأكيد شرعيتها وأهميتها في قلوب المجاهدين الصادقين ، ولكي لا يكون هناك حرج على المجاهدين حين العمل بها ، بل قد تصل في بعض الأحيان إلى الوجوب حينما تأمر بها القيادة الربانية ، أو حينما يُستضعَف الإنسان ويشتد الخناق على كرامته أو حريته ، وقد تصل أهمية الهجرة إلى الذروة القصوى ، وعندئذ مَنْ يتخلف عن الهجرة يخرج من دائرة الإيمان ، ويقبع في مستنقع النفاق ، وتنقطع ولاية المؤمنين به .
الإنسان اعجز من أن يصف محمداً ( صلى الله عليه و آله )
طمع كثيرون من كُتّاب السير وأدباء التحليل أن يضعوا صورة جامعة تحيط بجوانب العظمة من شخصيّة الرسول ( صلى الله عليه و آله ) ، أو بأكثر الجوانب منها ، وجهدوا أن تكون الصورة صادقة تمام الصدق ، مطابقة كمال المطابقة ، تخيل لمن قرأ أو استمع أنه يشاهد ، وتبدي لمن غاب كأنه حاضر .
وطفقوا يرسمون الخطوط ، ويدققون الملامح ، وينتقون الألوان ، ويجمعون الشوارد والشواهد ، مما يرون ومما يسمعون ، ومما يخالون ويتصوّرون ، والحقائق بمنأىً عن هذا الجمع العامل الكادح ، تعجب لهم أن يحاولوا تعريف مالا يعرفون ، وتمثيل مالا يدركون .
إن ابليس عدو خارجي ، وما لم يدخل في جوف الانسان فلا يمكنه ان يؤثر عليه . وعمل الشيطان إدخال السم الى جوف الانسان ، وتقريب ذلك اذا اراد شخص قتل آخر بالسم ، فوضع السم في جيبه ، او سقيه السم مع علم الطرف به سماً ثم يلقي ذلك من فمه فهذه عملية فاشلة ، وأما اذا تفاعل الجهاز الهظمي للانسان مع ذلك السم بحيث يسري عن طريق الدورة الدموية الى الاعضاء الحساسة في الجسم حينئذ يؤثر مفعوله المضر .
هو أحد أباة الضيم، ومن مقدمي علماء أهل البيت، قد اكتنفته الفضائل من شتى جوانبه، علم متدفق، وورع موصوف، وبسالة معلومة، وشدة في البأس، وشمم يضع له كل جامع، وإباء يكسح عنه أي ضيم، كل ذلك موصول بشرف نبوي، ومجد علوي، وسؤدد فاطمي، وروح حسيني.
والشيعة على بكرة أبيها لا تقول فيه إلا بالقداسة، وترى من واجبها تبرير كل عمل له من جهاد ناجع، ونهضة كريمة، ودعوة إلى الرضا من آل محمد، تشهد لذلك كله أحاديث أسندوها إلى النبي صلى الله عليه وآله وأئمتهم عليهم السلام، ونصوص علمائهم، و مدايح شعرائهم وتأبينهم له، وإفراد مؤلفيهم أخباره بالتدوين.
أما الأحاديث فمنها قول رسول الله صلى الله عليه وآله للحسين السبط: يخرج من صلبك رجل يقال له: زيد يتخطا هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب 1.
كان الإمام الرضا (ع) بمثابة قرآن ناطق ، فخلقه من القرآن ، وعلمه ومكرماته من القرآن ، أو ليس القرآن هو آية الله العظمى في خلقه ، أولم ييسّره ربنا لمن شاء من عباده أن يستقيم عليه ؟ أوَ يكون ذلك غريباً أن يصبح من تمثل القرآن في حياته آية عظمى لرب العالمين . والنبي (ص) كان أفضل وأعظم ميزاته ، أنه عبد يوحى إليه ، وحين سأل بعضهم عن خلقه العظيم قال : " كان القرآن خلقه ..".
في البداية نحب أن نوضح جانبا من حياة الراوي الثقة عطية العوفي ، فإنه يغمط حقه عادة مع أهمية دوره وربما لا يذكر اسمه في المحافل إلا في مرة واحدة هي كونه غلاما أو خادما لجابر ، ولم يكن غلاما ، وإنما هو تلميذ نجيب لجابر وراو واع لأحاديثه وصاحب مواقف وإليك بعض الكلمات عنه ، ثم نجيب على السؤال الأصلي :
أحدث التعليقات