لولا علي لهلك عمر !

رُوِيَ أنّ رجلاً اُتِيَ به إلى عمربن الخطّاب ، و كان صدر منه أنّه قال لجماعةٍ من الناس و قد سألوه كيف أصبحت ؟
قال : أصبحت اُحبّ الفتنة ، و أكره الحقّ ، و اُصدّق اليهود و النصارى‏ ، و اُؤمن بما لم أره ، و اُقرّ بما لم يُخلق .
فرُفع إلى عمر ، فارسل إلى عليّ ( كرّم اللَّه وجهه ) ، فلمّا جاءه أخبره بمقالة الرجل .
قال : " صَدَقْ ، يحبّ الفتنة ، قال اللَّه تعالى : ﴿ إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ... 1 .
و يكره الحقّ ـ يعني الموت ـ ، قال اللَّه تعالى : ﴿ وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ... 2 .
و يُصدّق اليهود و النصارى‏ ، قال اللَّه تعالى : ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَىَ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ ... 3 .
و يؤمن بما لم يره ، يؤمن باللَّه عزّ و جلّ .
و يُقرّ بما لم يُخلَق ، يعنى الساعة .
فقال عمر : أعوذ من معضلةٍ ، لا عليّ لها ، 4

  • 1. القران الكريم : سورة التغابن ( 64 ) ، الآية : 15 ، الصفحة : 557 .
  • 2. القران الكريم : سورة ق ( 50 ) ، الآية : 19 ، الصفحة : 519 .
  • 3. القران الكريم : سورة البقرة ( 2 ) ، الآية : 113 ، الصفحة : 18 .
  • 4. انظر فتح الباري في شرح البخاري : 17 / 105 ، و أخرج الحافظ الكنجي في الكفاية : 218 هذه القصّة عن حذيفة بن اليمان .
    و قال سعيد بن المسيّب : كان عمر يقول : اللّهمّ لا تبقني لمعضلةٍ ليس فيها أبو الحسن .
    و قال أيضاً أن عمر قال مرّةً : لولا عليّ لهلك عمر ، ( أنظر تاريخ عمر بن الخطاب لابن الجوزي ، و أنظر طبقات ابن سعد : 2 / 339 ) .
    و لمزيد من التفصيل يمكنك مراجعة كتاب الفصول المهمة في معرفة الأئمّة عليهم السلام لعليّ بن أحمد بن عبد اللَّه المكي المالكي ، المشهور بابن الصبّاغ ( 784 - 855 هـ ) ، انظر المصادر التي أشار إليها محقق كتاب في هامش الصفحة : 199 ـ 201 من المجلد الأول .