ما عرفت من تجرد النفس إنما هو التجرد في الذات دون الفعل لافتقارها فعلا إلى الجسم والآلة، فحدها أنها جوهر ملكوتي يستخدم البدن في حاجاته، وهو حقيقة الإنسان وذاته، والأعضاء والقوى آلاته التي يتوقف فعله عليها، وله أسماء مختلفة بحسب اختلاف الاعتبارات...
المراد بالروح هو الملك الذي تمثل لها، وظهر في صورة البشر، مع أنه ليس بشراً، وإنما هو من ملائكة الله تعالى.. وقد نسب الله تعالى الملائكة إلى نفسه في العديد من الآيات القرآنية، قال تعالى:﴿ هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ ... ﴾1.
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال في حديث: "يا عطيّة، سمعت حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أحبّ قوماً حشر معهم، ومن أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم.
برأ الله هذا الكون الفسيح الأرجاء البعيد الأغوار، و رحمة بهذه الكائنات المتنوعة العناصر المتبانية الأشكال، و جرى في حكمته أن يجعل بعض الموجودات مادّياً محضاً ليس للروح مدخل في تركيبه، و يعضها روحياً بحتاً ليس للمادة موضع في تكوينه، وجرى في حكمته أيضاً أن ينشيء هذا المخلوق العجيب (الإنسان) فيجعله خلطاً من الروح والمادة .. ثم ربط بالكون الأعلى روح لها لطافة المجردات، ويشدّه إلى الكون الأدنى جسدٌ له كثافة المادّيات، ثم ربط ـ سبحانه و تعالى ـ بين هذين الجزءين المتباعدين، حتى لا يستطيع احدهما تصرّفاً، ولا قبضاً ولا بسطاً، ولا أخذاً ولا ردّاً بغير مساعدة خليطة.
نحن نعلم أنّ هذه الليلة مرتبطة بنزول القرآن الكريم ، ولأنّنا نؤمن بالقرآن ، ونعرف أنّه ميلاد حضارتنا وأمّتنا وشخصيّتنا ، وأنّه منقذنا وقوام حياتنا وسلوكنا وبصائرنا في هذه الحياة ، فإنّ من الواجب أن نخصّص ليالٍ في العام نحتفل فيها بذكرى نزول القرآن الكريم .
يختلف مصير الأموات و حالهم بعد الدفن حسب إيمانهم أو كفرهم ، بل و حسب درجة إيمانهم و كفرهم . مصير أرواح المؤمنين بعد الموت :
أما المؤمنون من الأموات فتؤكد الروايات على أن أرواحهم تجتمع إلى بعضها في وادي السلام .
و وادي السَّلام إسمٌ للوادي الكبير الواقع بالجانب الشمالي الشرقي من مدينة النجف الأشرف في العراق ، و وادي السَّلام هذا هو مقبرة عظيمة جداً ، و ربما عُدَّت أكبر مقبرة في العالم ، أو من أكبر مقابر العالم نظراً لمساحتها الواسعة .