فلما اقتربت قافلة الإمام عليه السلام من الكوفة وجَّهه إليه ليقيِّده إليه أو إلى الموت. وأول سرية لقيت الحسين عليه السلام من الجيش، كانت مكونة من ألف مقاتل، وعلى رأسها الحر بن يزيد الرياحي. الذي طلب من الإمام عليه السلام إما البيعة وإما قدوم الكوفة أسيراً، فأبى الإمام عليه السلام وأخذ طريقاً وسطاً بين طريق الكوفة والمدينة.
هذه جملة مشهورة و ذكرها علماء الدين و مفكرين في خطبهم وكلماتهم، و اصبحت شعار و صرخة بوجه الظالمين، و هذا الشعار يشير إلى أنّ الصراع بين الحق و الباطل مستمر في كل الأزمنة و الأمكنة، و كربلاء وعاشوراء هي أبرز محطات سلسلة الصراع الدائم و المتواصل، و أنّ على أهل الحق مناصرة الحق و مجابهة الباطل في كل زمان و في كل مكان.
هذه الحقائق في غاية الحساسية، وتكشف عن نزعة تصادمية، وأن الوجود الإسلامي في أوروبا بات في دائرة الاستهداف والتآمر اليهودي. وبدأت الجماعات اليهودية تربط مستقبلها في أوروبا بحركة الوجود الإسلامي هناك، الأمر الذي يهدد مستقبل هذا الوجود.
لم تكن الثورة التي قادها الإمام الحسين (عليه السلام) من أجل الوصول إلى الحكم العادل والمنضبط في مواجهة حاكمٍ ظالم منحرف لا يقيم وزناً للدين والأخلاق والمعاني الإنسانية، بل كانت معركة بين خطين ونهجين للحياة.
عن أبي نعيم، قال الرسول صلّى اللّه عليه و اله: «يخرج المهديّ في أمّتي، يبعثه اللّه غيثا للناس، و تنعم الأمّة، و تعيش الماشية، و تخرج الأرض نباتها، و يعطي المال صحاحا» .
وبعد الرسول حيث ازدحمت الحوادث واختلفت النعرات نراه يقف جنباً إلى جنب مع والده العظيم في قضية الحق ويُعلنها في أوضح برهان. والمسلمون هناك، يهتدون على من يهتدون. ومرة أخرى نلتقي بالحسين عليه السلام وهو شاب يمثل شمائل أبيه المهيبة، ويقود الجيوش المزمجرة ضد طاغية الشام معاوية بن أبي سفيان.
ثمَّة أمورٌ تُساهم في تقويمِ البناء الاجتماعي اعتمد بعضَها أكثرُ الشعوب والمجتمعات بدافعٍ من طبيعة الإنسان المقتضية للسعي نحو كلِّ ما يبعث على الألفة والمؤانسة، وذلك بدوره يُساهم في تقويم البناء الاجتماعي.
الأصل في الحياة الاجتماعية بين البشر هو حالة الصلح و السلام، و الحروب والقتال استثناء، و لكن هذا الاستثناء ليس عزيزا فكثيرا ما يقع بتخطيط مسبق أو بغير تخطيط، فالخلافات و الحروب و المعارك و القتال تنشب بين الفرقاء، و بين الجهات و القبائل و الدول المختلفة، و لأنّ الحروب استثناء و ليست الحالة الاجتماعية الطبيعية فلابد للوضع أن يرجع إلى حالته الطبيعية وهو حالة السلام، و لابد للحرب أن تتوقف و تنتهي و لأنّ الحرب وسيلة وليست هدفا.
قد يستشكل البعض بأنّ العقوبة الأُخروية قاسية من حيث الكميّة والكيفية ، وطويلة من حيث المدّة بحيث لا يوجد تناسب بينها وبين مخالفة الإنسان لأوامر ونواهي اللّه تعالى ، وهذا مما لا ينسجم مع العدل الإلهي. جواب هذا الإشكال: إنّ الإجابة على هذا الإشكال تتطلّب بيان أنواع العقوبة التي تنقسم إلى عدّة أنواع.
إن بيانات النبي «صلى الله عليه وآله» لإمامة على «عليه السلام», قد كثرت وتنوعت, حيث إنه «صلى الله عليه وآله» قد نص عليه وأشار إليه: قولاً وفعلاً, وتصريحاً وتلويحاً, وترغيباً وترهيباً، وما إلى ذلك .
في السنة العاشرة بعد الهجرة- حين عزم النبي صلى الله عليه واله على المسير إلى مكة وأداء الحج الأخير الذي سمي (بحجة الوداع)- كان الإمام عليه السلام في اليمن أو نجران. فكتب إليه الرسول صلى الله عليه واله بأن يوافيه في مكة حاجًّا، وقد أُوحي إلى النبي صلى الله عليه واله أنه راحل عن أمته. فلما قفلوا عن مكة راجعين، أوقف الرسول الركب بمنطقة تسمى ب- (غدير خم).
لماذا اختيار غدير خم لتبليغ ولاية الأمير ؟ لماذا كان التبليغ بعد فريضة الحج؟ لماذا كان التبليغ بعد فريضة الحج ولم يكن في أثناء الفريضة؟ لماذا كان التبليغ بعد صلاة الظهر ولم يكن بعد صلاة الفجر ليبدأ الناس فجرا جديدا بولاية الأمير(ع)؟
تُسمى الآية (282) من سورة البقرة بآية المداينة ، و تُعرف أيضاً بآية الدَّين ، سُميت بذلك لما ذكر فيها بعض أحكام التداين كالكتابة و التوثيق و الاشهاد، و هي أكبر آية في القرآن الكريم من حيث عدد الكلمات و الحروف، و هي قول الله عَزَّ و جَلَّ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّ
ما ورد في روايات اباحة الخمس والانفال لشيعتهم المحمول على المواردالمخصوصة الثلاثة فتوى ونصاً قد تضمنت تلك الروايات اذن الصديقة عليها السلام فيذلك بجانب اذن الرسول صلى الله عليه وآله واذن الامير واذن الحسنين وباقي الائمة عليهم السلام.
لقد اشتمل هذا الكتاب على مقدّمة هامة تتلوها ست مسائل من أهمّ ما يدور حول موضوع الولاية في عصر الغيبة، وإليك توضيح مختصر عمّا جاء في تلك المقدّمة الهامّة أولا ، ثم عمّا جاء في كل مسألة من هذه المسائل الست .
ممّن قام بأعباء البحث حول هذا الموضوع مع ملاحظة ما تستدعيه حاجة المرحلة هو سماحة آية اللّه العظمى السيّد كاظم الحسيني الحائري (دام ظله)، حيث قدّم بحثاً فقهيّاً استدلاليّاً رائعاً يتناول أهمّ المشاكل والتساؤلات التي تثار في يومنا هذا حول ولاية الأمر في عصر غيبة الإمام المنتظر ـ عجل اللّه تعالى فرجه ـ فكان الكتاب الذي بين يديك .
أحدث التعليقات