لا بد في نظرنا المعرفي وبيان الوجه العقائدي والتربوي لزيارة الإمام الحسين الخروج من الإطار التقليدي والنظر لها كوجه فقهي مستحب، إذ هذه الزيارات الشريفة تحمل بين طياتها الكثير من المعاني والمضامين العالية والتعريف بالإمام المعصوم وبيان جزء مهم من سيرته الشريفة، وهي برنامج روحي وأخلاقي تدريبي يستقي من خلاله الزائر مجموعة من المفاهيم والقيم التي تتحول إلى سلوكيات وتصرفات، يسير فيها على نهج الإمام الحسين .
سوف نقدم بحثاً مختصراً حول عوامل التربية الصحيحة واكتساب الأخلاق الفاضلة في الإسلام. وأحد هذه العوامل هو التعقل والتفكر والتعلم الذي أشرنا إليه تحت عنوان الغايات والأهداف. فالفكر أو التعقل له دور المصباح وقد بحثنا حوله سابقاً.
هناك مسألة أساسية تدور حول ما ينبغي للإنسان أن يربيه من وجهة نظر الإسلام؟ فللإنسان جسم ومجموعة من القوى الجسمانية وهناك البعد الروحاني والقوى الروحانية. وفي علم النفس فإن كلاً من تلك القوى تعتبر استعدادات واقعية تختلف عن الأخرى.
على المجاهد بنفس الصورة التي يتحلى بها بالصبر والصمود والثبات تجاه المصاعب، أن يعمق في نفسه صفات الإيثار والتضحية وينزّه نفسه عن الصفات المذمومة الواحدة تلو الأخرى. وفي الوقت الذي يدحر فيه العدو عليه أن يهزمَ النفس الأمارةَ بالسوء وينتصر عليها، وهو بذلك يعود من الجهاد إنساناً بكل معنى الكلمة ويستحق بجدارة أن يكون معلماً ومربياً للذين لم يذهبوا إلى الجبهة.
يدور بحثنا حول التربية والتعليم في الإسلام، هذا الفرع الذي يهتم ببناء الإنسان. إن أيّ مدرسة أو مذهب يمتلك أهدافاً محدّدةً وتعاليمَ شاملة – وبتعبير آخر يحتوي على الأنظمة الحقوقية والاقتصادية والسياسية – لا يمكن أن يفتقدَ النظامَ التربوي والتعليمي الخاص.
لا بد من معرفة أن المؤمن لمَّا كان سيره في هذا العالم معتدلاً، وقلبه سوياً، وتوجّهه نحو الله وصراطه مستقيماً، كان في ذلك العالم أيضاً صراطه مستقيماً وواضحاً، وجسمه معتدلاً وصورته وسيرته وظاهره وباطنه في صورة الإنسان وهيئته.
الإنسان حتى يتغير نحو الأفضل بحاجة إلى المراجعة والتقويم والنقد الذاتي والتفكير في ماضي الأيام وأخطائها، لاستخلاص النتائج وأخذ العبر والدروس، والتصميم على التغيير الحقيقي، والعزم على حذف الأخطاء القديمة، والبدء بصفحة جديدة خالية من العيوب والذنوب والمعاصي والمحرمات.
لا شك أن هذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هو نوع من التحذير القوي والمخيف لأولئك الذين كانوا يضحكون ويلهون، وهذا التحذير ناتج عن سهو انغماس الإنسان في أمور اللهو والعبث واللغو وصرف العمر والسنين في امثال هذه المسائل التي لا قيمة لها في الميزان الإلهي.
هل القرآن هو مجرد كتاب للتلاوة والترتيل؟ هل هو كتاب الإستشفاء به فقط؟ هل هو كتاب الإستخارة لا غير؟ أم هو كتاب مجالس تكريم الأموات؟ أو هو كتاب التبرّك به عند الإنتقال لبيت جديد، وعند الزفاف، وعند السفر، وللتعليق في السيارة للحفظ؟ هل القرآن هو فقط للكتابة على الجدران، وحفر بعض آياته على القلائد الذهبية وتعليقها على الصدور؟
تشير آيات القرآن الكريم إلى أنّ الطين هو المادّة الأولى في خلق الإنسان، وإنّ الماء هو المادّة الأولى لكلّ الخلائق على هذه الأرض، وأصل الحياة فيها؛ ويقتضي هذا منّا أن نوظّف هذه العناصر التوظيف الأمثل لصيانتها من التدمير. من هنا، إنّ عناصر الحياة من المناخ المعتدل والتربة الخصبة والمياه نعمٌ إلهيّةٌ، والاستفادة منها والمحافظة عليها من الضرورات الحياتيّة.
لا شكّ انّ من أخطر وأقبح الأمراض النفسية هو الابتلاء بمرض «النفاق»، وإنّه في الواقع يمثّل محور ومركز جميع الخبائث والقذارات الروحية والخصال الذميمة، ومن الآثار السلبية التي تخلّفها حالة النفاق في نفس الإنسان: «الحيرة» و «الضياع»، وهذه الآثار تظهر على ملامح المنافق وفي طيّات أفعاله بصورة متواصلة وجليّة.
المجتمع الإسلامي، مجتمع العمل والسعي، مجتمع النشاط والإيجابية، مجتمع الحركة والفاعلية، وبكلمة هو: مجتمع البناء والتقدم. أما مجتمع الكسل والترهُّل، مجتمع الإتكاليّة والروح السلبية، مجتمع الجمود والإنكفاء على الذات، مثل هذا المجتمع ليس مجتمعاَ إسلامياً، حتى لو رفع يافطات الأسلمة واختفى وراء أقنعة التديُّن المزيَّف.
أيّها العزيز، إنّ القنوت هو قطع اليد عن غير الحقّ، والإقبال التامّ على عزّ الربوبيّة، ومدّ يد السؤال خالية الكفّ إلى الغنيّ المطلق، والكلام عن الدنيا في هذا الحال هو كمال النقصان وتمام الخسران.
من أهم أهداف التعليم هو خلق جيل متعلم قادر على الكتابة والقراءة، وفهم القضايا العلمية، وتنمية القدرات العقلية، وتشجيع الابتكار والإبداع، وتطوير الأمة علمياً وثقافياً، والمساهمة في التنمية الشاملة.
ممّا يؤسف له جداً أنّ الفساد والفسق والفجور الذي ساد في العالم الغربي، خصوصاً بعد إطلاق مفهوم ما يسمّى بـ"الحريّة الشخصيّة"، أدّى إلى أن يصبح هذا الفعل الإجراميّ وغير الأخلاقيّ والمنافي للشرائع السماويّة كافّةً أمراً مشروعاً في العديد من دول العالم من دون أن يتصدّى أحدٌ لذلك الفعل الشّنيع بقوة.
عند بلوغ سن الرشد والزواج، يصبح الفارق بين القدرات الشرعية لكل من الرجال والنساء أشد وضوحاً. فمن وجهة نظر إسلامية، يعتبر الراشد شخصاً مسؤولاً على الصعيدين القانوني والأخلاقي، بلغ النضج جسدياً ويتمتع بعقل سليم ويمتلك الأهلية للتعاقد والتصرف بالممتلكات، وخاضعاً للقانون الجنائي.
الطعام والأكل من الأمور الأساسية في الحياة، لأنَّ استمرار الحياة وسلامتها يتوقفان على ذلك، والله الذي خلق الإنسان خلق معه مواداً غذائية كثيرة لكي يطعمها ويعيش بها سليماً. وانقسم البشر تجاه الطعام الى قسمين: منهم من يهتم بملئ معدته من كل ما تاقت له نفسه، أو وقع في يده، أو شاهدته عينه...
للأسرة في التّشريع الإسلاميّ مكانةً خاصّةً ومتميزةً، لأنّها الركن الأساس في تكوين المجتمع الإسلاميّ الكبير، وذلك لأنّ الأسرة هي عبارةٌ عن "الأب والأم والأبناء" وهم الذين يشكّلون المجتمع الصّغير ، الذي يقوم فيه كلّ فردٍ من أفراده بالمهامّ المطلوبة منه من أجل الوصول إلى المستوى الذي أراده الإسلام أن يتحقّق وهو "الأسرة المتضامنة والمتكافلة والمتعاونة فيما بين بعضها البعض، والتي تغمر حياتها السّعادة والتّفاهم والإحترام المتبادل وفق نظم وضوابط الشرع الإسلاميّ الحنيف".
من الآداب الإسلامية: احترام الحياة الخاصة للآخرين، وعدم التدخل في خصوصياتهم وشؤونهم الخاصة، وترك ما لا يعنيك من أمورهم الشخصية. وقد اعتبر الإسلام أن ذلك من حسن إسلام المرء، فقد روي عن رسول الله أنه قال: «مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَركُهُ ما لا يَعنيهِ».