نحن نجيب بمقتضى الآية ونبين أنه لا دلالة في شئ منها على وقوع الخطأ من داود عليه السلام، فهو الذي يحتاج إليه، فأما الرواية المدعاة، فساقطة مردودة، لتضمنها خلاف ما يقتضيه العقول في الأنبياء عليهم السلام، قد طعن في رواتها بما هو معروف، فلا حاجة بنا إلى ما ذكره. وأما قوله تعالى: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ ... ﴾1فالخصم مصدر لا يجمع ولا يثنى ولا يؤنث.
لقد كثُر الكلام حول ما يُسمى بمُصحف فاطمة (عليها السَّلام)، و لقد حاول أعداء أهل البيت (عليهم السَّلام) التشنيع على الشيعة من خلال اتهامهم بأن لهم قرآناً آخر يأخذون منه أحكام الدين غير القرآن الكريم يُسمونه مصحف فاطمة.
الضمير هو الذي يحلي الفكر بالفضائل الأخلاقية، ويقوي علاقته بالقيم الإنسانية، ويقربه إلى نوازع الخير ويبعده عن نوازع الشر، وهو الذي يزود الفكر بملكة استحسان الحسن واستقباح القبيح من الأقوال والأفعال، وهو الذي يردع الفكر عن الإقدام على إرتكاب الخطايا والشرور، ويحاسبه عند ارتكابها، ويظل يؤنبه عليها للتخلي عنها، والعودة إلى جادة الصواب، وهو الذي يظل رقيبا على الفكر، وليس هناك ما هو أفضل من الضمير رقيبا على الفكر.
لعل المقصود بالحمل في الجنوب هو أن الحمل لا يظهر على نسائهم عليهم السلام، لأنه يتحرك إلى الجنب، في داخل الرحم، ولا يتحرك إلى مقدم البطن، حتى لا يسبب ظهوره أي إحراج للأم الطاهرة أمام أولادها، ومعارفها، فيكون هذا من صنع الله تعالى لها ولهم، كرامة منه، واحتفاء، وفضلاً، ولذلك خفي الحمل بالحجة على أعدائه صلوات الله وسلامه عليه، لطفاً منه تعالى، وتأييداً وتسديداً..
لم يكن الواقع الذي عاشه الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) بحاجة إلى مجرد نظريات وقيم مجردة، لا تستطيع التأثير في سلوكيات أبناء المجتمع أفراداً وجماعات، بل كان واقعاً يحتاج إلى المثال والنموذج، ليقرأ الناس في هذا الدين الجديد مستقبلهم ونمط حياتهم, وجهتهم التي يحثون السير إليها.
أن النهي في قوله:﴿ ... وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ... ﴾1.. ليس لأجل مرجوحية متعلقه، بل لأن المراد بالآية حث النبي صلى الله عليه وآله، على أن يسعى لنيل مقامات أسمى من المقامات التي نالها نبي الله يونس عليه السلام، الذي تعرض لمصائب وبلايا، بلغت به حد الاختناق بغمِّه، فنادى ربه ليفرج عنه، ولو أنه صبر وتحمل أكثر من ذلك لنال مقامات أسمى وأعظم..
جعفر الطيار هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فهو إبن عم النبي محمد صلى الله عليه و آله و من كبار أصحابه الأجلاء و أخو الامام علي بن أبي طالب عليه السلام و كان يكبره بعشر سنين.
إن نبينا الأكرم لا يعامل أصحابه على أساس الغيوب التي أعلمه الله تعالى بها، بل يعاملهم على حسب ظواهر حالهم.. فإذا كان ظاهرهم الإسلام عاملهم به، وطبق عليهم أحكامه، فيبيح للناس أكل ذبائحهم، ويورثهم، ويرث منهم، ويزوجهم، ويتزوج منهم.
لا شك أن الله عز و جل لم يخلق شيئاً إلا لحكمة في خلقه و لوجود فائدة او فوائد فيه، لكن ليس معنى هذا أن كل شيء مفيد خلقه الله فهو صالح للأكل، كما و ليس كل شيء لا نعرف فائدته فهو غير مفيد فيكون خلقه عبثاً.
معنى القُنُوْت في اللغة هو الخضوع لله عز و جل و الإطاعة له. و أما معناه في المصطلح الديني فهو الدعاء حال رفع اليدين مقابل الوجه بعد الانتهاء من قراءة الحمد و السورة في الصلاة، و يتأكد استحباب القنوت في الركعة الثانية من الصلاة، و للقنوت مواضع أخرى في بعض الصلوات، و هو مستحب و ليس بواجب في الصلوات الواجبة و لكنه من آداب صلاة الليل.
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "انْتَظِرُوا الْفَرَجَ وَ لا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ، فَإِنَّ أَحَبَّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ انْتِظَارُ الْفَرَجِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ الْمُؤْمِنُ" 1.
إن رؤية رسول الله «صلى الله عليه وآله» في حال حياته كانت ميسورة للناس: مؤمنهم وكافرهم.. ولكن رؤية الإمام المهدي «عليه السلام» في حال غيبته، لا تكون إلا للثقاة المأمونين، الحافظين له، الساعين في نصرته وإعزازه.. لأن غيبته ليست كغيبة مسافر في حاجة.. بل هي غيبة من يطلب جميع الطغاة والجبابرة والبغاة دمه، ويبحث عن الفرصة السانحة للإيقاع به..
أحدث التعليقات