من الملاحظات التي لفتت الانتباه بشدة في خطاب العقل في القرآن الكريم، إن جميع تسميات العقل وردت بصيغة الفعل، ولم ترد مرة واحدة بصيغة الاسم، وقد توقف عند هذه الملاحظة كثير من الباحثين العرب والمسلمين، وحتى من الأوروبيين، وسوف يتوقف عندها كل من ينظر ويتأمل في خطاب العقل والعقلانية في القرآن.
ليس في القرآن ما ينفي المحاسبة وموازنة الأعمال، والآيات المُستَند إليها إنّما تعني شيئاً آخر وهو: الرزق والأجر بما يَفوق الحساب، وكذا الذي حَبِطت أعماله، لا وزن له عند اللّه ولا مِقدار.
إن فن الكلام له أكبر الأثر في بناء أجمل وأروع العلاقات.. فحسن اختيار الكلام بمراعاة ظروف الآخرين وأحوالهم ونفسيتهم كفيل بأن يبني ويعمر ويوطن ويؤلف بين القلوب وعلى العكس تماما يسئ بعضنا اختيار كلماته في محادثاته..فتجر هذه الكلمات إلى المشاحنات والبغضاء.
لكن ما يجب علينا أن نستعين بالله و أن نروض نفوسنا على إختيار الحلال و الابتعاد عن الحرام بملازمة التقوى و التوجه الى العبادة و الذكر و الدعاء فهي أمور مؤثرة جداً. كما و يجب أن نبتعد عن الأمور التي تثير فينا الميول المحرمة كالأفلام المخلة بالحياء و التفكير في المعاصي و المحرمات و غيرها.
نحن نجيب بمقتضى الآية ونبين أنه لا دلالة في شئ منها على وقوع الخطأ من داود عليه السلام، فهو الذي يحتاج إليه، فأما الرواية المدعاة، فساقطة مردودة، لتضمنها خلاف ما يقتضيه العقول في الأنبياء عليهم السلام، قد طعن في رواتها بما هو معروف، فلا حاجة بنا إلى ما ذكره. وأما قوله تعالى: ﴿ وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ ... ﴾1فالخصم مصدر لا يجمع ولا يثنى ولا يؤنث.
لقد كثُر الكلام حول ما يُسمى بمُصحف فاطمة (عليها السَّلام)، و لقد حاول أعداء أهل البيت (عليهم السَّلام) التشنيع على الشيعة من خلال اتهامهم بأن لهم قرآناً آخر يأخذون منه أحكام الدين غير القرآن الكريم يُسمونه مصحف فاطمة.
الضمير هو الذي يحلي الفكر بالفضائل الأخلاقية، ويقوي علاقته بالقيم الإنسانية، ويقربه إلى نوازع الخير ويبعده عن نوازع الشر، وهو الذي يزود الفكر بملكة استحسان الحسن واستقباح القبيح من الأقوال والأفعال، وهو الذي يردع الفكر عن الإقدام على إرتكاب الخطايا والشرور، ويحاسبه عند ارتكابها، ويظل يؤنبه عليها للتخلي عنها، والعودة إلى جادة الصواب، وهو الذي يظل رقيبا على الفكر، وليس هناك ما هو أفضل من الضمير رقيبا على الفكر.
لعل المقصود بالحمل في الجنوب هو أن الحمل لا يظهر على نسائهم عليهم السلام، لأنه يتحرك إلى الجنب، في داخل الرحم، ولا يتحرك إلى مقدم البطن، حتى لا يسبب ظهوره أي إحراج للأم الطاهرة أمام أولادها، ومعارفها، فيكون هذا من صنع الله تعالى لها ولهم، كرامة منه، واحتفاء، وفضلاً، ولذلك خفي الحمل بالحجة على أعدائه صلوات الله وسلامه عليه، لطفاً منه تعالى، وتأييداً وتسديداً..
لم يكن الواقع الذي عاشه الرسول (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم) بحاجة إلى مجرد نظريات وقيم مجردة، لا تستطيع التأثير في سلوكيات أبناء المجتمع أفراداً وجماعات، بل كان واقعاً يحتاج إلى المثال والنموذج، ليقرأ الناس في هذا الدين الجديد مستقبلهم ونمط حياتهم, وجهتهم التي يحثون السير إليها.
أن النهي في قوله:﴿ ... وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ ... ﴾1.. ليس لأجل مرجوحية متعلقه، بل لأن المراد بالآية حث النبي صلى الله عليه وآله، على أن يسعى لنيل مقامات أسمى من المقامات التي نالها نبي الله يونس عليه السلام، الذي تعرض لمصائب وبلايا، بلغت به حد الاختناق بغمِّه، فنادى ربه ليفرج عنه، ولو أنه صبر وتحمل أكثر من ذلك لنال مقامات أسمى وأعظم..
جعفر الطيار هو جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فهو إبن عم النبي محمد صلى الله عليه و آله و من كبار أصحابه الأجلاء و أخو الامام علي بن أبي طالب عليه السلام و كان يكبره بعشر سنين.
أحدث التعليقات