وبعد خمسة أو ثمانية أشهر أو أقل، أو أكثر من مقدمه «صلى الله عليه وآله» المدينة، آخى بين أصحابه من المهاجرين والأنصار. وزاد ابن سعد: أنه «صلى الله عليه وآله» آخى في نفس الوقت بين المهاجرين والمهاجرين.
آخى بينهم على الحق والمواساة (وقيل: والتوارث) فنزلت سورة الأنفال التي تجعل الإرث لأولي الأرحام قبل أن يموت أحد من المتآخيين.
رأى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أعرابيَّاً يدعو في صلاته، ويتضرَّع إلى الله تعالى بعبارات عميقة ومضامين عالية. فأثَّرت كلماته المتينة، وعباراته المُشيرة إلى وعي صاحبها، والكاشفة عن درجة الإيمان والكمال التي هو عليها في النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)؛ فعيَّن شخصاً لانتظار الأعرابي، حتَّى يفرغ مِن صلاته، فيأتي به إليه. وما أنْ فرغ الأعرابي حتَّى مَثُل بين يديه، فأهداه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قطعة مِن الذهب، ثمَّ سأله مِن أين أنت؟
السورة المانعة هي سورة الملك، و سُمِّيت بالمانعة لأنها تمنع عن من يقرأها عذاب القبر. فقد رُوِيَ عن الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام أنَّهُ قال: "سُورَةُ الْمُلْكِ هِيَ الْمَانِعَةُ، تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ... " 1.
لا شك إن وراء المآسي التي تتوالى على الأمم ، والصعوبات والمحن التي تنتاب المجتمعات ، فلسفة وحكمة . على الرغم من إن البعض يزعم أن الصدفة تلعب دوراً أساسياً فيما يجري عليه، ونحن ـ كمسلمين ـ نرفض هذا الراي، ونرى إن كل شيء في هذا الكون بمقدار ؛ فما من سكون وحركة ، وضر ونفع ، إلاّ في كتاب مبين.
لقد أنقذ الإسلام كثيراً مِن المسلمين، الذين كانوا ينتمون إلى عوائل وضيعة، بمنعه مِن ذَمِّ بعضهم البعض، وهكذا نجد أنَّ هؤلاء يتواصلون مع الناس، ويُعاشرونهم دون شعور بالخَجل والانحطاط، وإذا كان أحدٌ مِن المسلمين يوجِّه الذَّمَّ نحوهم، فإنَّ الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يمنعه مِن ذلك بصراحة.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: لمَّا حضر محمد بن أُسامة الموت، دخلت عليه بنو هاشم. فقال لهم: قد عرفتم قَرابتي ومَنزلتي منكم، وعليَّ دَيْنٌ، فأُحبُّ أنْ تضمنوه عنِّي.
كان الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) جالساً يوماً في بيته، وقد جلس إلى جانبيه طِفلان صغيران: العباس، وزينب. قال علي ٌّ(عليه السلام) للعباس: قُلْ: واحد.
أما نحن فنقول: إننا نشك في دعواهم تلك ، ونحتمل جداً أن يكون كثير مما يقال في هذا الموضوع قد صنعته يد السياسة ، ولا نريد أن نسهب في الكلام عن اختلافهم في اسم أبي هالة ، هل هو النباش بن زرارة أو عكسه ، أو هند ، أو مالك ، وهل هو صحابي أو لا ، وهل تزوجته قبل عتيق ، أو تزوجت عتيقاً قبله ؟ 1.
أحدث التعليقات