من كلّ النصوص التي أوردناها نرى إذن أنّ الأئمة (عليهم السلام) هم الذين حملوا في عصورهم أمانة الثورة الحسينية وتولّوها بالرعاية والعناية وتكفّلوا بمهمة تبليغها إلى الأمة جميعاً عبر تشجيع المسلمين على إحيائها للبكاء على الحسين (عليه السلام) والإجتماع لتذكّر مصائب أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
أقول: حديث الحوض هذا كما ذكر عثمان الخميس له طرق كثيرة بل هو من الأحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله، وقفت على رواية ما يقارب أربعة عشر راوياً له من الصحابة وهم:
وبحسب هذا الحقل فإن الأفكار ينبغي أن تدرس من خلال معرفة الأطوار التي مرت بها، وكيف تكونت وتشكلت حتى وصلت إلى ما وصلت إليه، ولا يكفي معرفة الأفكار بالنظر إلى الطور الذي هي عليه بدون العودة إلى الأطوار السابقة التي مرت بها، وهذا يعني أنه لا بد أولاً من تحليل الأفكار قبل دراستها بطريقة مركبة.
أ لستُ ابن بنت نبيّكم و ابن وصيّه و ابن عمّه و أول مصدّق لرسول الله صلى الله عليه و آله بما جاء به من عند ربّه؟ أو ليس حمزة سيد الشهداء عمّ أبي؟ أو ليس جعفر الطيّار في الجنة بجناحين عمّي؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله لي و لأخي: " هذان سيدا شباب أهل الجنة".
حينما يعتنق الإنسان دينا انما يعتنقه اعتقادا منه بأحقية ذلك الدين، وهو يرجو بانتمائه اليه رضا الله سبحانه وتعالى، وبالتالي فالانتماء الى الدين اندفاع ذاتي من داخل الإنسان، هدفه رضا الله سبحانه وتعالى وليس رضا الآخرين.
ان أولي الالباب ليعلمون بالضرورة انقطاع الشيعة الإمامية خلفا عن سلف في أصول الدين وفروعه إلى ائمة العترة الطاهرة، فرأيهم تبعا لرأيهم في الفروع والأصول، وسائر ما يؤخذ من الكتاب والسنة أو يتعلق بهما من جميع العلوم فكتبهم مستودع علوم آل محمد.
قال الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام: "إِنَّ لِلْقُلُوبِ إِقْبَالًا وَ إِدْبَاراً، وَ نَشَاطاً وَ فُتُوراً، فَإِذَا أَقْبَلَتْ أَبْصَرَتْ وَ فَهِمَتْ، وَ إِذَا أَدْبَرَتْ كَلَّتْ وَ مَلَّتْ.
ونحن أيضاً في لبنان نقول بأنّ المقاومة الإسلامية في لبنان ما كانت لتوجد وتقوى وتصمد وتنتصر لولا اقتداؤها بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام) ولولا اتّخاذها إياه شعاراً وراية وعلماً ونوراً يهتدون به ويستمدون من عزيمته عزيمة ومن صبره صبراً ومن قوته الإيمانية قوة أرهبت الكيان الغاصب إسرائيل ومرّغت أنفها في الوحول.
خطب ــ الامام الحسين ــ فيهم ــ أي في الأعداء ــ خطبة أخرى، و أتمّ عليهم الحجّة فما أفاد فيهم الكلام، ثم أناخ راحلته و دعى بفرس رسول الله صلى الله عليه و آله المرتجز فركبه، فعند ذلك تقدّم عمر بن سعد وقال: يا دريد أدن رايتك ثم أخذ سهماً و وضعه في كبد القوس و قال: اشهدوا لي عند الأمير فأنا أول من رمى الحسين، فاقبلت السهام من القوم كأنها شآبيب المطر، فقال الحسين لأصحابه: قوموا رحمكم الله فإن هذه السهام رسل القوم إليكم.
مهما تكن الأسباب التي دعت صموئيل هانتنغتون لاطلاق مقولته الذائعة الصيت "صدام الحضارات"، والمزاعم التي تلتها من أنه قد كتبها تحت تأثير حالة "فرويدية"، فإن مقولته هذه أخذت مكانتها وقوتها "الساحرة" في عقول الكثيرين من المفكرين الغربيين والمسلمين على حد سواء.
التطرف في المعنى العام هو: خروج عن حالة الوسطية والاعتدال، ويظهر ذلك في تكوين نمط من التصورات والأحكام والمواقف والتفسيرات، ويحصل ذلك تجاه أفكار أو أشخاص أو مؤسسات أو جماعات أو دول أو سياسات على أنواع هذه السياسات.
هذه دعوى غير صحيحة والعكس هو الصحيح فإن القائلين بوجود وولادة ومهدوية محمد بن الحسن (عليه السلام) هم جمهور أصحاب الحسن العسكري وقد نقل هذه الحقيقة الأشعري السني (ت324) في كتابه مقالات الإسلاميين الذي انتهى من تأليفه سنة 297 هجرية وكذلك ابن حزم (ت548) في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل).
قال أمير المؤمنين علي عليه السلام: "الْمُؤْمِنُونَ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ، وَ حَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ، وَ خَيْرَاتُهُمْ مَأْمُولَةٌ، وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ.
تميزت شخصيته من بين الأئمة (عليه السلام) بالحزن والدموع والبكاء على أبيه الإمام الحسين (عليه السلام) سيد الشهداء (عليه السلام)، حتى ورد أنه أحد البكّائين الخمسة عبر التاريخ الرسالي العام، إلا أن أشهر أوصافه وألقابه هو: "زين العابدين" وبه يعرف عند إطلاق هذا الوصف.
ثم نظر إلى أصحابه و قال: " إن الله قد أذن في قتلكم و قتلي، و كلّكم تقتلون في هذا اليوم إلا ولدي الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام علي بن الحسين ـ أي زين العابدين ـ فاتقوا الله و اصبروا "
أحدث التعليقات