عُرِف الإمام علي بن الحسين بين الخاصة والعامة بغزارة العلم، وسعة المعرفة والفكر، وقوة الدليل والحجة، ولا غرابة في ذلك؛ فهو معدن العلم، ووارث الحكمة، وينبوع المعرفة، فشاع صيته في الآفاق، وأصبح ملء السمع والبصر، ومقصد العلماء والفقهاء والرواة والمحدثين.
من الممكن القول إن إغلاق باب الاجتهاد مثل أخطر أزمة فكرية أصابت العقل الإسلامي في الصميم، وتأثر منها الفكر الإسلامي في جميع مراحله الزمنية والتاريخية، وأعاقت تطوره وتقدمه في المجالات كافة، وشلت قدرته الاجتهادية في مواكبة تطورات الزمن، وتحولات العالم، وتجددات الحياة، وعطلت أمكانية التواصل والتفاعل مع حركة ونهضة العلوم والمعارف الإنسانية.
وُلِدَ يوم الثالث من شهر شعبان من السنة الثالثة للهجرة في المدينة المنورة، وعاش مع جده سبع سنين ومع أبيه ثلاثاً وثلاثين سنة ومع أخيه الإمام الحسن (عليه السلام) ثلاثاً وأربعين سنة، ثمّ بقي وحده من أصحاب الكساء الخمسة...
روى المحدث البحراني في غاية المرام عن ابن عباس في قوله تعالى: ﴿ ... يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ ... ﴾1 لا يعذب الله محمدا. ﴿ ... وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ ... ﴾1 لا يعذب علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وحمزة وجعفرا.
الإمام الحسين قام بكل واجباته ومسؤولياته، وضحى بنفسه في سبيل الله، من أجل بقاء الدين، ومحاربة الفساد والظلم والانحراف؛ لكن السؤال المهم هو : ما هي مسؤولياتنا نحن تجاه الإمام الحسين في هذا العصر وفي كل عصر؟
الأخلاق المذمومة هي الحجب المانعة عن المعارف الإلهية، والنفحات القدسية إذ هي بمنزلة الغطاء للنفوس فما لم يرتفع عنها لم تتضح لها جلية الحال اتضاحا، كيف والقلوب كالأواني فإذا كانت مملوءة بالماء لا يدخلها الهواء، فالقلوب المشغولة بغير الله لا تدخلها معرفة الله.
من أعمق أنواع الحركة التي يعيش فيها عالمنا بزمانه ومكانه وأشيائه ، حركة عالم الشهادة نحو عالم الغيب أو العكس ، التي يكشف عنها القرآن والإسلام ويؤكد على الاهتمام بها والانسجام معها ، ويسميها حركة رجوع الانسان إلى الله تعالى ، ولقائه به ، أو ذهابه إلى الملأ الأعلى والآخرة .
عندما تبدأ الآية القرآنية بـ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... ﴾1 فان ذلك يعني أنّ موضوع الآية يرتبط بالايمان بشكل من الاشكال، أي: إذا كنتم مؤمنين فإن من لوازم الايمان هو العمل بما في الآية من تشريع إيجابي أو سلبي.
الأساس الثاني لمبدأ ولاية الفقيه هو الأدلّة اللفظيّة الدالّة على أنّه يجب على الناس خلق السلطة الإسلاميّة عند عدمها، وهذا أيضاً يكون بحاجة إلى نفس المتمّم الذي ذكرناه في الأساس الأوّل، أعني ضمّ أدلّة اشتراط الفقاهة في من يلي أُمور المسلمين أو ضمّ قاعدة الاقتصار ـ في مقابل أصالة عدم الولاية ـ على القدر المتيقّن، وهو الفقيه.
واذ أكرم الله زوجاته صلى الله عليه وآله بأن جعلهن أمّهات للمؤمنين لقوله تعالى﴿ النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ... ﴾1 اشارة الى بعض آثار الامومة من الاحترام و التكريم لهن كاحترام الأم الحقيقة وتكريمها، فانّ فاطمة عليها السلام قد فاقت منزلتها بحجيتها الالهية لتكون أمّاً للنبي صلى الله عليه وآله وعلى لسانه بقوله فاطمة أمّ أبيها.
لقد استند القرآن الكريم إلى مختلف أنواع البراهين التي تثبت وجوده تعالى، ورغم تنوع البراهين، التي تحاكي أذهان كافة أصناف الناس، فإن منها ما يناسب الفيلسوف، ومنها ما يناسب العالم الطبيعي، ومنها ما يناسب المزارع والمهني، ومنها ما يناسب البدوي، في أنماط تفكيرهم، ومستوى إدراكهم...
تميزت سيرة النبي الأعظم محمد بن عبدالله الأخلاقية بأنها كانت من أروع ما عرفته البشرية في تاريخها الطويل من تجسيد عملي لمكارم الأخلاق وفضائلها، فلم يكن رسول الإسلام يُنَظِّرُ للقيم الأخلاقية فحسب، وإنما كانت حياته كلها تجسيداً عملياً للمثل والقيم والمبادئ الأخلاقية الراقية.
الشر الحقيقي (الذاتي): وهو أمر عدمي لما من شأنه الوجود، كالجهل والعجز والفقر بالنسبة إلى الموجود الذي من شأنه العلم والقوّة والغنى، والشر القياسي (العرضي): وهو أمر وجودي ، وإنّما يتّصف بالشر لأ نّه يؤدّي إلى إعدام وجود شيء ما أو إعدام كمال وجوده...
وعقيدتنا في المجتهد الجامع للشرائط: إنّه نائب للامام (عليه السلام) في حال غيبته، وهو الحاكم والرئيس المطلق، وله ما للإمام في الفضل في القضايا والحكومة بين الناس، والراد عليه راد على الامام، والراد على الامام راد على الله تعالى، وهو على حدّ الشرك بالله، كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت (عليهم السلام).
حدّثنا عبد الرزاق، حدّثنا جعفر، حدّثنا المعلّى بن زياد، حدّثنا العلاء بن بشير، عن أبي الصدّيق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و اله: «أبشّركم بالمهديّ، يبعث في أمّتي».
اهتم الإمام موسى الكاظم ببيان فضل العقل وشرفه، وبيّن مكانته وحجيته في التشريع الإسلامي باعتباره المصدر الرابع من مصادره الرئيسة، وأوضح ضرورته في إنماء التفكر والتفكير، ومحوريته في بناء الأفراد بناء علمياً محكماً، وأهميته في تعزيز رشد المجتمعات الإنسانية.
من البدیهی أنّ الخالق والمالک یکون مدبّراً لأمر العالم أیضاً، وبهذا تثبت أرکان التوحید الثلاثة، وهی: «توحید الخالقیة» و«توحید المالکیة» و«توحید الربوبیة». والذی یکون على هذا الحال فإنّه غنیّ عن کلّ شیء، وأهل لکلّ حمد وثناء.