الوحدة الإسلامية أمنية يتمنّاها كلّ مخلص له أدنى إلمام بالأوضاع المحدقة بالإسلام والمسلمين ولا يشكّ في أنّ المسلمين في أمسَّ الحاجة إلى الوحدة وتقريب الخطى، لأنّ فيه عزّ الإسلام ورفع شوكة المسلمين وتقوية أواصر الاخوّة بينهم، وانّ في التفرقة اضمحلال الإسلام وتشتت شمل المسلمين وتكتلهم إلى فرق وطوائف متناحرة.
اهتمت الشّريعة الإسلامية الغرّاء بالأسرة اهتمامًا كبيرًا، فوضعت العديد من التشريعات من أجل المحافظة على استقرارها وحمايتها من التفكك والانهيار، ومن ذلك أنّها جعلت لنشوز الزّوجة علاجًا يحفظ للأسرة تماسكها حيث أعطت الزّوج الأسلوب الذي عليه أنْ يتعامل وفقه مع زوجته الناشز.
مشكلتنا اليوم هي التفرّق، فمع أنّ القرآن نهى عن التفرّق: ﴿ وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا ... ﴾1، وأمر بالاتّحاد: ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ... ﴾2، غير أن الأمّة والشعوب الإسلاميّة متفرّقة.
من أهم الفرائض الواجبة التي يغفل عنها كثير من المسلمين فريضة مغيبة لها أهمية كبرى في حياتهم لا تقل أهميتها عن الشهادتين والصلاة والصيام والحج والزكاة عنيت وحدة الأمة فهي مقصد أساسي من مقاصد الدين فالاتحاد والاجتماع والاتفاق والتكامل، وعدم التفرق والتنازع هو فريضة شرعية وضرورة اجتماعية.
روى الحاكم عن ابن عباس قال: لما نزلت ﴿ ... قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ... ﴾1. قالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الذين أمرنا الله بمودتهم؟ قال: علي وفاطمة وولداهما
المؤمنون في عصر الغيبة يواجهون تحديات وتشكيكات ومصاعب لم يواجهها المؤمنون في عصر النبوة، ولن يواجهوها في عصر الظهور، بَيْدَ أن الإيمان بوجود الإمام المهدي المنتظر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) وطول مدة غيبته، والتساؤلات والشكوك المثارة حول فائدة وجوده مع عدم التقاء الناس به، يضاعف من الضغوط النفسية التي تواجه المؤمنين في عصر الغيبة الكبرى.
هو الإمام الحادي عشر من سلسلة الأنوار الإلهية من أهل بيت النبي (صلى الله عليه وآله)، وهو الثامن من نسل الإمام الحسين (عليه السلام)، وسُمِّي بالعسكري نسبة إلى المنطقة التي كان يسكنها وهي "عسكر" قرب "سامراء" في العراق، وكانت هذه المدينة قاعدة عسكرية لجيوش العباسيين بعد انتقال عاصمتهم إلى سامراء.
كان يوم الثامن من ربيع الأول ، لعام 260 هجرية يوماً كئيباً في مدينة سامراء حيث انتشر نبأ استشهاد الإمام العسكري في عنفوان شبابه. عطلت الأسواق وهرع الناس إلى دار الإمام يبكون وشبَّه المؤرخون ذلك اليوم الحزين بيوم القيامة ، لماذا ؟ لان الجماهير المحرومة التي كانت تكتم حبها واحترامها للإمام العظيم خشية بطش النظام .. أطلقت اليوم العنان لعواطفها الجياشة .
قد تسمع عنه كثيراً فتعرف أنه إمام ينتفع الناس بعلمه، وأنه رجل ذو سيرة وأن لسيرته آثاراً طيبة في الناس تتناقلها الألسن وتتداولها الأيدي، ثم تلقى الرضى والحمد من الجميع. وقد لا تكتفي فتقرأ له كتباً عدة فتعجب لرجل من رجال الدين يملك هذه السعة في المعرفة وهذه الرحابة في العقل وهذا الانطلاق من ربقة الجمود الفكري الذي ران على عقول الكثيرين.
تجمع بين قضية الإمام الحسين الشهيد عليه السلام وقضية القدس وفلسطين عوامل كثيرة، في مقدمتها المظلومية والإيمانية، فهو الإمام المسلم المظلوم، و فلسطين هي أكبر قصة مظلومية للمسلمين والمستضعفين في عصرنا، وسارت فلسطين على خطى الإمام الحسين حيث تصنع ملحمة انتصار الدم على السيف والإيمان على الظلم رغم الاختلال الكبير في موازين القوى.
اُخبر الإمام الحسين (عليه السّلام) بأنّ يزيد بن معاوية قد زوّد عمرو بن سعيد بن العاص بخيل ورجال ، وأمره أن يقبض على الحسين ، ولو أبى لناجزه. ودس أيضاً ثلاثين رجلاً من شياطين بني اُميّة مع الحاج أن يغتالوا الحسين على أيّ حال اتفق ولو كان متعلقاً بأستار الكعبة. فخاف (عليه السّلام) أن يُغتال في الحرم فتهتك حرمة المسجد ، وحرمة الشهر الحرام.
الناتج المباشر عن حركة الهجرة كان بلا شك إقامة المجتمع الإسلامي الأول، الذي رعى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولادته ونموه لحظة بلحظة، مستعيناً في ذلك بكل ما يعطي ذلك المجتمع النموذجي الثقة بالنفس في مواجهة المحيط الكبير الذي كانت الجاهلية بمفاهيمها مسيطرة عليه عقائدياً وعملياً.
حين توقف الباحثون المسلمون أمام فكرة حقوق الإنسان، وجدوا أن هذه الفكرة تشير في ظاهرها ومنطوقها إلى جانب الحقوق، ولا تلتفت إلى جانب الواجبات، واعتبروا أن هذا الأمر يمثل نقصاً وفراغاً وضعفاً في بنية هذه الفكرة ومضمونها ومكوناتها.
لو كان لله شريك في الوجود، وكان بين الله وشريكه ما به الاشتراك وما به الامتياز، فسيلزم أن يكون كلّ واحد من الله وشريكه "محدوداً" بحدود تميّزه عن الآخر، والمحدود مقهور للحدود والقيود الحاكمة عليه، فيثبت أنّ "الحدّ" نقص، وبما أنّه تعالى منزّه عن النقص، فيثبت أنّه تعالى منزّه عن وجود الشريك له.
يستحب اختيار المرأة المرضعة التي تتوفر فيها أربع خصال : العاقلة ، المسلمة ، العفيفة ، الوضيئة. قال الإمام محمد الباقر عليهالسلام : « استرضع لولدك بلبن الحسان ، وإياك والقباح فإنّ اللبن قد يعدي ».
من أولى الضروريّات لمجتمعنا الإسلاميّ في إطار فهم كتاب الله العزيز هو دراسة السنن التي تحكم التاريخ والتطوّر الاجتماعيّ؛ ليتسنّى لمجتمعنا الإسلاميّ أن يخطو خطواته نحو الأمام ببصيرة ووعي، وأن لا يكرّر أخطاء الماضين، وأن يسعى لبناء مستقبل زاهر سعيد، كما وعد الله سُبحَانَهُ وَتَعَالى به المؤمنين والمتّقين، فقال: ﴿ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... ﴾1.
أحدث التعليقات