روى البيهقي عن ذي النون المصري ، قال : كنت في الطواف و إذا أنا بجاريتين قد أقبلتا و أنشأت إحداهما تقول :
صبرت و كان الصبر خير مطية *** و هل جزع مني يجدي فأجزع
صبرت على ما لو تحمل بعضه *** جبال برضوى أصبحت تتصدع
ملكتُ دموع العين ثم رددتُها *** إلى ناظري فالعين في القلب تدمع
فقلت : مما ذا يا جارية ؟
فقالت : من مصيبة نالتني لم تصب أحدا قط .
قلت : و ما هي ؟
قالت : كان لي شبلان يلعبان أمامي ، و كان أبوهما ضحَّى بكبشين ، فقال أحدهما لأخيه يا أخي أراك كيف ضحى أبونا بكبشه ؟ فقام و أخذ شعره فنحره و هرب القاتل .