قال الأحنف بن قيس : تعلموا العلم و الحلم و الصبر فإني تعلمته .
فقيل له : ممَّن ؟
قال : من قيس بن عاصم .
قيل : و ما بلغ من حلمه ؟
قال : كُنَّا قعوداً عنده إذ أُتي بابنه مقتولاً ، و بقاتله مكبولاً ، فما حل حبوته و لا قطع حديثه حتى فرغ .
ثم التفت إلى قاتل ابنه فقال : يا ابن أخي ما حملك على ما فعلت .
قال : غضبت .
قال : أ وَ كلما غضبت أهنت نفسك و عصيت ربك و أقللت عددك ، اذهب فقد أعتقتك .
ثم التفت إلى بَنيه ، فقال : يا بني اعمدوا إلى أخيكم فغسلوه و كفنوه ، فإذا فرغتم منه فأتوني به لأصلي عليه .