ملفت هذا التحول السريع والمفاجئ أحياناً، في المصطلحات والمفاهيم والمشاعر.
حتى أمد قريب كان الإجماع مطبقاً على مدح العمليات الاستشهادية وأنها قمة الفداء والتفاني في سبيل المبادئ والأمة... فإذا بها تتحول عند البعض، بمن فيهم "المثقفون" و"النخب" إلى عمليات "انتحارية"!
كان الجميع ينتظر "الحدث" في قتل أكبر عددٍ من الإسرائيليين الأعداء وإنزال أكبر عدد من الإصابات بهم... فإذا بنا نرى بعض المعترضين على العمليات ضد "المدنيين" والتي تضر بأهداف وسمعة القضية!
كان الجميع يجاهر ويفتخر بلاءات الخرطوم الثلاث، ولم يكن أحدٌ يسمح لنفسه بمجرد التفكير في البراءة من "لا" واحدة... فإذا بالكثير اليوم، بل الأكثر، لا ينطقون بها إلا في "تشهدهم" فقط، ولولا اضطرارهم لذلك "وحاجة شعوبهم" ما نطقوا بها إصلاً!
بات الجميع اليوم يعيرون العدو الإسرائيلي أن سياسته الهوجاء الحالية لن تصل إلى "السلام المنشود"!