لقد تحددت العديد من المعاني لمفهوم التسامح، بحسب المجالات التي ارتبط بها. ومع تعدد هذه المعاني إلا أنها تتقاطع فيما بينها، وتشترك في الإطار الذي يتصل بفلسفة هذا المفهوم. الفلسفة التي هي نقيض التعصب والأحادية والإكراه والموقف القسري، والتي لا ترى في التعدد والاختلاف حرجا ومضرة، ولا ترى في البحث عن الحقيقة نهاية واكتمالا.

للأسرة في التّشريع الإسلاميّ مكانةً خاصّةً ومتميزةً، لأنّها الركن الأساس في تكوين المجتمع الإسلاميّ الكبير، وذلك لأنّ الأسرة هي عبارةٌ عن "الأب والأم والأبناء" وهم الذين يشكّلون المجتمع الصّغير ، الذي يقوم فيه كلّ فردٍ من أفراده بالمهامّ المطلوبة منه من أجل الوصول إلى المستوى الذي أراده الإسلام أن يتحقّق وهو "الأسرة المتضامنة والمتكافلة والمتعاونة فيما بين بعضها البعض، والتي تغمر حياتها السّعادة والتّفاهم والإحترام المتبادل وفق نظم وضوابط الشرع الإسلاميّ الحنيف".

من الآداب الإسلامية: احترام الحياة الخاصة للآخرين، وعدم التدخل في خصوصياتهم وشؤونهم الخاصة، وترك ما لا يعنيك من أمورهم الشخصية. وقد اعتبر الإسلام أن ذلك من حسن إسلام المرء، فقد روي عن رسول الله أنه قال: «مِن حُسنِ إسلامِ المَرءِ تَركُهُ ما لا يَعنيهِ».

هل وردت روايات عن النبيِّ (ص) وأهل بيته (ع) تمنعُ من إمامة المرأة للرجال في صلاة الجماعة؟

في تفسير البرهان عن محمد بن عبد الله عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أتى جبرئيل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: السلام عليك يا محمد، ألا أبشرك بغلام تقتله أمتك من بعدك؟

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ 1.
عندما تتصدَّر الآية عبارة ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ... ﴾ 1 فهذا يعني أنَّ مضمون الآية الكريمة هو أمور خاصة بالمؤمنين بالذات، وأنَّ الآية تتضمن إحدى فقرات المنهج الإلهي للمؤمنين في الحياة.

• 1. a. b. القران الكريم: سورة البقرة (2)، الآية: 153، الصفحة: 23.

1 ـ قال تعالى:﴿ وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ﴾ 1.

(دلّت الآية ـ كما قال القرطبي ـ على انّ الله عزَّ وجلَّ لا يُخلي الدنيا في وقت من الاوقات من داع يدعو إلى الحق)2.

وقال الجبائي: (هذه الآية تدلُّ على أنّه لا يخلو زمان ألبتّة عمّن يقوم بالحق، ويعمل به، ويهدي إليه، وانّهم لا يجتمعون في شيء من الازمنة على الباطل...)3.

البشاشة والابتسامة، وطلاقة الوجه، وحسن البشر، وروعة الاستهلال، وحفاوة الترحيب، والتي تظهر من خلال ملامح الوجه وجمال الانبساط والتحبب والحفاوة عند اللقاء بالآخرين، تعد من الصفات الأخلاقية الحميدة، وهي رسالة تعبير صادقة عن المحبة والمودة تجاه من نلتقي بهم، بما يعبر عمّا في النفس من رغبة في اللقاء، وحرارة في الاستقبال.

عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) قال: إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ فخلق خمسة من نور جلاله، وجعل لكل واحد منهم اسما من أسمائه للمنزلة، فهو الحميد وسمي النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو الأعلى وسمي أمير المؤمنين عليا، وله الأسماء الحسنى فاشتق حسنا وحسينا، وهو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه اسما، فلما خلقهم جعلهم في الميثاق فإنهم عن يمين العرش، وخلق الملائكة من نور، فلما أن نظروا إليهم عظموا أمرهم وشأنهم.