يأتي الوفاء في طليعة الأخلاق الإنسانية الفاضلة. فهو علامة نبل ومظهر للإنسانية الحقة، ففطرة الإنسان النقية تدفعه لشكر المعروف ومكافأة الإحسان بالإحسان، وأن يكون وفيًا لمن عاشره بخير.
الطفل يتأثر بالأقرب إليه، والأكثر التصاقاً به، فإن الأم هي المؤثر الأكبر في سلوكه في السنوات التأسيسية من عمره، تلك السنوات التي تتحكم في بناء شخصيته المستقبلية.
ما أحوج الإنسان إلى وقفات روحية، ومحطات معنوية يعود فيها إلى نفسه، وينفتح على خالقه. هذه المحطات تكون في الأزمنة المباركة لخصوصيتها عند الله تعالى، والتي تكشف عنها الروايات الواردة عن رسول الله .
يظل في قبول الامام الرضا بولاية العهد في عهد خلافة المأمون دروس وعبر، فكان ثمة بون شاسع بين رغبات المأمون وخططه وتدبيره من وراء دعوة الامام الى القبول بولاية العهد، وبين الأسباب التي دعته للقبول بها، فالأولى كانت رغبة دنيوية اما الثانية فكانت أخروية بكل ما في الكلمة من معنى.
الموت هو أكبر المخاوف في حياة الإنسان، بل قد يقال انه سبب جميع التخوفات، ولكن لماذا يخاف الإنسان من الموت ما دام الموت مصيرا طبيعيا لجميع المخلوقات؟ يخاف الإنسان من الموت للأسباب التالية:
على مستوى العطاء والانتاج الثقافي هناك تقدم ملحوظ في المملكة يستحق الاشادة والاكبار حيث اصبحت لدينا مؤسسات ثقافية عديدة ونواد أدبية في مختلف المناطق ومجلات فكرية وعلمية رائدة.
إن الحديث عن ولادة سيد شباب أهل الجنة، الإمام الحسين «عليه السلام»، وما رافق ذلك من اهتمام ظاهر من قبل الرسول الأكرم «صلى الله عليه وآله» بهذا الوليد المبارك، وأهداف ذلك، وأبعاده، ومراميه لهو حديث محبب للنفوس المؤمنة وتتطلبه عقول ذوي النهى، ما دام أن ذلك يجسد لنا المعاني الحقيقية التي تريد الأسوة والقدوة لنا أن نتلمسها ونتحسسها ونتوصل إليها، ونعيشها.
هناك شبه إجماع وثائقي على أن ولادة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام: فجر يوم الجمعة, الخامس عشر من شعبان المعظم, سنة خمس وخمسين ومائتين من الهجرة المباركة.
كثيرة هي القضايا والأمور التي نكتوي بنارها وندفع ضريبتها ونرزح تحت وطأتها، لكننا لا نتجرأ على التفكير في تغييرها، وإذا ما راودت فكرة التغيير قلب أحد من أبناء مجتمعنا فإنه يقف متأملاً وحالماً بمعجزة أو كرامة تبدل واقعه، وتقود فكرة التغيير والتحول نيابة عنه.
إن وعي وصمود شعوب المنطقة كفيل بوضع حد لما وصفها بالعجرفة الإسرائيلية التي تكابد للحفاظ على هيمنتها على المنطقة. فلقد تغير الزمن كما تغيرت الأوضاع.. وإسرائيل لن تعود القوة التي لا تقهر.
لن يكون التداخل سهلاً ويسيراً وسلساً بين الأطراف التي تحتاج الى التداخل فيما بينها إلا إذا بني ذلك على ثقة متبادلة بين الأطراف ولو كانت في حدودها الدنيا.
في الرواية «أتى أمير المؤمنين سوق الكرابيس، فاشترى ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم، والآخر بدرهمين. فقال: يا قنبر، خذ الذي بثلاثة، قال: أنت أولى به يا أمير المؤمنين، تصعد المنبر وتخطب الناس. فقال: يا قنبر، أنت شابّ ولك شره الشباب، وأنا أستحيي من ربّي أن أتفضّل عليك، لأنّي سمعت رسول الله يقول: ألبسوهم ممّا تلبسون، وأطعموهم ممّأ تأكلون».
تأبى عدالة الله سبحانه أن يوجد مخلوق واحد لا رزق له في هذه الحياة. فحينما يكون هناك قرار إلهي بوجود مخلوق من المخلوقات، فلابد وأن يكون إلى جانبه قرار إلهي بتوفير ما يحتاج إليه هذا المخلوق من قوت:﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ... ﴾1، الرزق مقسم من قبل الله ولكن على الجميع السعي للوصول إلى هذا الرزق.
أنت كشخص لا تُحترم إلا حين تحترم نفسك، وأنت كعائلة لا تُقدر بين العوائل والأسر حتى ترتسم أمامهم ملامح التقدير المتبادل بين أفراد عائلتك، وكلنا كمجتمع لن يكون لنا مكان بين المجتمعات ما لم تسد لغة المحبة والتعاون بيننا، أما نحن كأمة فلن يكون لنا وزننا، ولن تحترم مقدساتنا حتى نحترم مقدسات ورموز بعضنا بعضاً.
الرمز هو ذلك التحدي الذي واجه وعانى وصمد، عمد إلى تراكم تجربته وعلمه ووعيه، فتحول مع الزمن بحلوه ومره إلى رمز يلتف حوله الناس ويتحلقون حول مواقفه ورؤاه وأفكاره.
أن يحمل الانسان اهدافا كبيرة، او يمتلك مستوى علميا متقدما، فذلك لا يؤثر شيئا في حركة الواقع والحياة، مالم يصاحبه حضور اجتماعي، يشق الطريق امام تلك الاهداف الكبرى، ويترجم العلم الى فعل ملموس.
يوماً بعد آخر يكتشف الإسلاميون في مصر وتونس، وغيرها من البلاد التي مرّ عليها ما عرف بالربيع العربي، أن إدارة الدولة أصعب بكثير من مواجهة الدكتاتور الذي كان متربعاً على عرشها.
حينما يواجه المجتمع تحديات ومعوقات ولا يهتم بمواجهتها والتصدي لها، فإنه يحكم على نفسه بالدمار والهلاك، لأن الإغضاء عنها وإهمالها يزيدان من انتشارها وتفاقم أخطارها. وأبلغ حل لها هو الإنفاق.
يتحدث صاحب «العروة» مقسماً لحال المكلف العادي في معرفة تكليفه أو حكمه الشرعي والقيام بتنفيذه فيقول: «يجب على كل مكلف في عباداته ومعاملاته أن يكون مجتهداً أو مقلداً أو محتاطاً». ويتحدث بعض الشرّاح عن هذه العبارة بقولهم: إن صاحب «العروة الوثقى» ابتدأ بقوله «أن يكون مجتهداً» لأن الاجتهاد أشرف من التقليد. الاجتهاد ملكة يحصّلها الإنسان بجده واجتهاده ليتمكن بها من استنباط الحكم الشرعي من مظانه، فيعرف الحكم الشرعي ويرتبط به مباشرة من دون واسطة. فالاجتهاد أشرف من التقليد لما فيه من إعمال الذهن، واستقلالية الإنسان، ومباشرته لدليل الحكم الشرعي، أما التقليد فهو حاجة والحاجة لا شرف فيها، لكنها هنا وسيلة غير القادر بذاته للوصول إلى حكم الله، فيلجأ إلى من له هذه الإمكانية والقدرة وهو الفقيه الجامع للشرائط.
إنّ هناك فوارق بين الطائفتين ربّما أشبعنا الكلام فيها في الجزء الرابع من هذه الموسوعة، وذكرنا بأنّ من يتّهم الشيعة بأنّهم أخذوا عقائدهم من المعتزلة فهو خاطىء، فنشير في المقام إلى هذه الفوارق على وجه الاجمال، وإن كانت بين الطائفتين اُصول مشتركة ربّما تقف عليها عند بيان الفوارق بين الشيعة والأشاعرة.