أتمنى أحيانا لو أن أبنائي لم يشاركوني خروجي وتفسحي يوم الجمعة، فغالبا ما يسرعون بي للعودة إلى المنزل مرة أخرى وهم متبرمون (زهقنا، مللنا، طفشنا) إلى آخر كلماتهم التي تحرمني الاستمتاع والسعادة.
يود الانسان ان يعيش حياته دون مشاكل او صعوبات، وان لا تعترض طريقة عوائق وعقبات، بيد ان القسم الاكبر من المشاكل التي يواجهها انما تنبع من ذاته، وتحصل بسبب نواقصه واخطائه، وبإمكانه تجاوزها بمزيد من المعرفة والاستقامة والاجتهاد. وهذا ما تشير اليه آيات عديدة في القرآن الكريم، تحمل الانسان فردا ومجتمعا، مسؤولية ما يقع عليه من نكسات وآلام، يقول تعالى: ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ ﴾1.
إن أطروحة ولاية الفقيه التي تركت بصماتها بثقل على واقع الفكر السياسي الشيعي لم تكن قيمة نظرية فقط، وإنما شكلت حدثاً نوعياً على مستوى السلوك الحركي الإسلامي العام، وعلامة على تطور البنية الثقافية عامودياً وأفقياً في إبداعٍ موفق على الصعيد العملي بين ما هو عقيدي- إيماني وبين ما هو سياسي.
في فترة المراهقة يميل الشباب إلى الاستقلالية ميلا شديدا، فيصبح الرباط الأبوي القوي الذي كان بينه وبين أبويه ساحة صراع بين طبيعة الفترة التي يعيشها بميولها الاستقلالية وبين تاريخ طويل من الاستماع والإنصات للوالدين في فترتي الطفولة والصبا، وهذا الصراع غالبا ما ينتهي لمصلحة النزعة الاستقلالية عند الشاب، فيخرج من هيمنة الوالدين، وينفصل تدريجيا عنهما، ويتجلى ذلك في عدم تكبله بوقت الأكل معهما ولا بالسياحة أو السفر أو التنزه برفقتهما.
من كلّ هذا الجو ينبغي على المؤمنين توخّي الحيطة والحذر والإنتباه من الأخبار التي تُنْقل إليهم وأن يدقّقوا في كلّ ما يصل إليهم، لأنّ مصدر بعض هذا قد يكون صادراً عن الكذّابين الذين لديهم أهداف وأغراض شخصية أو مشبوهة، بحيث يكون العمل وفق أخبارهم ضارّاً بمن لا يجوز الإضرار به شرعاً فيرتكب المؤمن من حيث يعلم أو لا يعلم الذنوب التي تُرتّب عليه تحمُّل التبعات أو النتائج التي حصلت بفعل التسرّع وعدم التأكّد من صحّة الاخبار والأحداث المنقولة.
إنّ الإمام الصدر تمكّن من إيقاظ الشرارة الساكنة لدى الطائفة الشيعية، ودفع بتياره إلى صدارة الساحة السياسية لتشكيل مشروع وطني ينطلق من الفكر الديني والقيم الدينية على وجه التحديد. وقد شكلت حركة أمل سابقاً، وأمل وحزب الله حالياً أحد أبرز التعبيرات عن هذا الانتماء لمشروعه الذي يزداد تجذراً ونفوذاً وانتشاراً بأشكال وأساليب يُلاحظ فيها تفاوت التجربة الزمنية بين لحظة التأسيس واللحظة الحالية إن لجهة التناول والأداء، أو لجهة المفادات والنتائج العملية.
إذ لا شكّ أنّ أجر وثواب صلاة الجماعة يفوق بكثيرٍ أجر وثواب صلاة الفرد، لأنّه يكسب أجر صلاته وحده، بينما المصلّي في الجماعة يكسب أجر صلاته مُضافاً إلى أجور صلاة من معه في الجماعة، ومن الأحاديث الدالّة على ذلك:
لا يمكن لأي باحث منصف في النصوص والتشريعات الإسلامية أن ينكر الاهتمام المميز بقضايا حقوق الإنسان في الفكر والتشريع الإسلامي، مما يجعله الأعمق والأسبق اهتماماً بهذا الموضوع من كل الأديان والمدارس الأخرى، بما فيها الحضارة الغربية الحديثة.
يقول تعالى في كتابه المجيد موّجهاً خطابه للزوجين: ﴿ ... وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ... ﴾1. أيّ لا تتحكّم فيكم دوافع الكراهية والحقد والاستعداء حال وقوع الانفصال بل يجب أن تبقى العلاقة قائمة على قواعد الاحترام والتعامل الإنساني.
فان الذي يدرک الشاعر من لطيف المعاني في الاشعار المشتملة علی الاستعارات والکنايات ليس الاّ الجمال؛ وان الذي يعجب الحکيم من تناسق الکون وحسن انتظامه، بل يراه صفة ذاتية للوجود، ليس الاّ الجمال؛ وان الذي يروع العارف عند شهوده لملکوت السماوات والارض ليس الاّ الجمال.
لو سألنا أنفسنا من المستفيد من عصبيتنا والعديد من حروبنا وما لا يحصى من مواقفنا المتشنجة؟ ومن صاحب المصلحة في كل الجهد الذي نبذله ضد بعضنا؟ لربما توقفنا وعدنا نتأمل أنفسنا ونراجع حساباتنا.
سمعت أبا الحسن الرضا "عليه السلام" يقول: "إن لكل إمام عهداً في عتق أوليائه وشيعته، وإنّ من تمام الوفاء بالعهد وحسن الأداء زيارة قبورهم، فمن زارهم رغبة في زيارتهم وتصديق بما رغبوا فيه كانوا أئمتهم شفعاءهم يوم القيامة"، وقال النبي "صلى الله عليه وآله": "من زارني حيّاً وميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة".
من الناس من يحسب أن هناك خصومة بين الإسلام وبين الجمال، تدعو المسلمين إلى التجهم في النظرة إلى الحياة، وإدارة الظهر إلى ما في الكون من آيات البهجة والزينة والجمال، يحسبون ذلك فيقولونه، أو يعبرون عنه بسلوك المتجهم إزاء آيات الجمال والفنون، والإبداعات الجمالية في هذه الحياة.
يتقد التحدي الصعب أمام علماء الأمة المستنيرين الذين يوسعون اليوم من مساحات الاشتغال بما هو خارج خط القسمة المذهبية المعهودة بين المسلمين. تحدٍ يحفر في سر الهواجس التي يمكث المسلمون داخل دوائرها، وفي سر الأسئلة التي تتجمع ملامحها على أرض مملوءة بركام هائل من الخلافات والنزاعات والتوترات التي تترمد الروح عند استحضارها، خصوصاً عندما يتم استدراك السنوات القريبة الماضية.
من الواضح جداً أنّ السجين هو الإنسان الذي ارتكب مخالفة أو جناية أوجبت دخوله ذلك المكان ليقضي فيه العقوبة المقرّرة، وتتبع مدّة العقوبة في السجن نوع المخالفة أو الجناية التي ارتكبها.