الأمن في مكة ليس خاصة تكوينية لها، بمعنى أنه تستعصي المعصية والجريمة فيها، ولا يمكن أن يقع فيها القتل والدمار والرعب والخوف، ذلك لأن الأحداث التاريخية التي وقعت في مكة تكذب ذلك.
إن العبرة في تذكر هذه الحادثة هي للإشارة أولاً الى عبقرية هذه الإمام، وشخصيته الفذة ونظرته البعيدة الأغوار الى المستقبل، وكأنه يلامس بيقينه وإدراكه الواعي كل القضايا التي تختلط على الآخرين فينقسمون فيها أحزاباً ومذاهب. وثاني الإشارات يعود الى ضمور عقلية البعض من علماء الدين وآخرين الذين كانوا يتخوفون من كل حركة انفتاحية على الآخر، بعدما تشربوا العهود طويلة أدبيات التحريم ووساوسها.
مسألة36: يجب على المستطيع الإتيان بحجة الإسلام أولاً، فلا يجوز له أن يحج نيابة عن غيره ولا استحباباً عن نفسه قبل الإتيان بها، فإن فعل ذلك كان حجّه باطلاً.
أصبح العالم اليوم أكثر تنبها لجيل الشباب، وأشد وعيا بدور هذا الجيل وحيويته وديناميته، ولأول مرة خلال القرن الأخير نشهد هذا المستوى الكمي والكيفي المتصاعد في الاهتمام بهذا الجيل، الجيل الذي بات حاضرا في التفكير العالمي على مستوى البرامج والسياسات والإستراتيجيات العالمية، وعلى الأصعدة كافة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والتربوية والمعلوماتية والسكانية والصحية وغيرها.
ان الحق و التكليف متلازمان، و الاقرار بأحدهما يستوجب الاقرار بالاخر. وكذلك يكون وضع الاحكام الوضعية، كالجزئية و الشرطية في العقود و الاتفاقات و أمثالها، من الاحكام التي توفر الحقوق و التكاليف المترتبة عليها.
ممّا لا شكّ فيه أنّ القوة صفة إيجابية بنحو الإجمال تحمي صاحبها من شرور الآخرين وأذاهم، لأنّ القوي قادر على حماية نفسه من الجهات المعادية سواء أكانت فرداً أم أمة.
الزيارة الجامعة الكبيرة من ضمن الزيارات المشهورة التي يُزار بها الأئمة الأطهار عليهم السلام أجمعين، وهي مروية عن الإمام علي بن محمد بن علي بن موسى الرضا عليهم السلام المعروف بالإمام الهادي ، وهي زيارة جليلة القدر، عظيمة المضامين، تدل جزالة ألفاظها وجلالة مضامينها على صدورها عن أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام.
فالتعددية الفكرية والعقائدية كانت موجودة على نحو صريح، وقلما تجد عصراً من العصور لا توجد فيها هذه التيارات المتخالفة فيما بينها، ولسنا بحاجة لكثير من الأدلة على شرعية هذه التعددية بعد ذلك، فالمجتمعات الإسلامية لم تكن لتزدهر إلا بفضل هذا الفسيفساء المعرفي والثقافي لدى أبناء الحضارة الإسلامية.
ظهر للعيان وثبت أن التطرف الديني هو أخطر أنماط التطرف، ولسنا بحاجة لإثبات هذه الحقيقة العودة إلى التاريخ الإنساني أو الإسلامي في أزمنتهما القديمة أو الوسيطة، فأمامنا اليوم فائض من الوقائع المرئية والمشاهدة المخيفة والمرعبة، والتي لا تكاد تتوقف، ولم تعد تنحصر في أمكنة محددة، كشفت ودلت على مدى تعاظم خطر التطرف الديني.
كَتَبَ الإمام الحُسين (عليه السلام) إلى بَني هاشم يَقول: (بسم الله الرحمن الرحيم، مِنَ الحُسين بن علي إلى بني هاشم، أمّا بَعد، فإنّه مَنْ لَحِقَ بي مِنكم إستُشهِد, وَمَن تَخَلّفَ عَنّي لَمْ يَبلغ الفَتْح، والسّلام)1.
يبدي كثير من الباحثين الأجانب غربيين وشرقيين دهشتهم لضخامة الإنجاز الذي حققه الرسول محمد، في مدة قياسية، ومساحة زمنية محدودة، فما كاد يمر على بدء الدعوة عقد ونصف من الزمن، حتى تمكن رسول الله من بناء مجتمع إيماني متماسك، واقامة كيان رسالي متحضر، على أنقاض حياة جاهلية قبلية متخلفة. لينطلق بعد ذلك مارد الحضارة الإسلامية المشرقة.
الشباب من أروع فترات عمر الإنسان في هذه الدنيا، لأنّها الّتي تعبّر عن اكتمال الإستعدادات النفسية والفكرية والروحية والجسدية لدخول من هم في سنّ الشباب إلى معترك الحياة من بابها الواسع، وللتمتّع بكلّ النّعم الإلهية الّتي أوجدها اللّه من أجل الإنسان عموماً.
والحاصل أن الشيعة ليسوا إرهابيين، وإنما هم مسالمون كما هو معلوم من تاريخهم الطويل، عملاً بوصايا أئمة أهل البيت عليهم السلام التي حثتهم على حسن المعاشرة مع مخالفيهم، مع أنهم كانوا ولا يزالون يعانون من الإقصاء والتهميش والتمييز الطائفي المعلن على جميع الأصعدة، وفي أكثر البلدان الإسلامية، ومع ذلك فإنهم قابلوا كل تلك الأمور بالسمع والطاعة، وعدم مخالفة أنظمة دولهم وقوانينها، وكان ولاؤهم لأوطانهم لا لغيرها.
في جاهلية هذا العالم الذي نعيش حيث تغيب الشروط الموضوعية لحياة تحقق غاية الوجود الإنساني. وفي ظل اختلال المعايير والموازين إلا ما يتطابق منها مع المصالح والفوائد التي يسعى لها أصحابها.
عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (إنّ العبد إذا تخلّى بسيّده في جوف الليل المظلم وناجاه أثبت الله النور في قلبه، ... ثمّ يقول جلّ جلاله لملائكته: {ملائكتي أنظروا إلى عبدي فقد تخلّى بي في جوف الليل المظلم والبطالون لاهون، والغافلون نيام، واشهدوا أني غفرت له }).
تمييزاً للإنسان عن بقية المخلوقات، وتفضيلاً له عليهم، وهب الله له عقلاً يمتلك به قدرة التفكير وصنع الرأي، ومنحه إرادة يتمكن بها من اتخاذ القرار وحرية الاختيار.
الإمام الحسن العسكري هو الإمام الحادي عشر من أئمة أهل البيت الأطهار، وهو قائد من قادة الإسلام الكبار، وعلم بارز من أعلام الهدى والحق والإيمان، ومفخرة من مفاخر الدين، وشخصية عظيمة من الشخصيات العظام في التاريخ الإسلامي، بل في التاريخ الإنساني.